مفاخر النصر.. المقاتل عبد الرؤوف جمعة عمران.. أسد «السبت الحزين»
من أبناء محافظة سوهاج، أحد أبطال معركة “السبت الحزين” بحرب الاستنزاف، الذي قهر الإسرائيليين وفقده التاريخ بين صفحاته.. وإلى تفاصيل القصة.
في صباح السادس من أكتوبر 1973، أسقطت طائرات هليكوبتر عسكرية مصرية كتيبة صاعقة فدائية فيما وصف لاحقا في سجلات وزارة الدفاع بأنها “مهمة بلا عودة”.
كانت المهمة إيقاف أي إمدادات إسرائيلية أو إقلاع أو هبوط أي طائرة إسرائيلية من وإلى مطار أبو رديس في عمق سيناء، وتأسيس نقطة استطلاع متقدم في سيناء.
استشهدت الكتيبة بالكامل أثناء تأدية المهمة – التي انتهت بنجاح ساحق – ولم يتبقَ منها سوى أربعة أفراد فقط على قيد الحياة وحدهم خلف خطوط العدو.
المقاتل البطل أصيب بدفعة رشاش متعدد انتقامية من مدرعة إسرائيلية مرتبكة تدري قرب نهايتها، واخترقت الطلقات فخذه وظهره لتخرج من ساقة ومثانته، وبمنتهى الجلد والإصرار وبدون أي تدخل طبي يعالج نفسه بنفسه، ويستمر في عمليته خلف خطوط العدو استطلاعا وتوجيها عبر لاسلكي طيلة مائتي يوم متقافزا فوق كل شبر من رمال سيناء بمنتهى البطولة، ليس لساعات ولا أيام ولا أسابيع .. بل 200 يوم كاملة، وإصابات يفترض بها أن تكون قاتلة للفور، وتستدعي الحجز بالرعاية المركزة، بل لم يبلغ أصلا عن فداحة إصاباته، وإنما علمت بها المخابرات والاستطلاع من أحد رجالها من البدو الذي كان يقوم بإمداده بالطعام والشراب مرة كل ثلاثة أيام، بعد أن انقطعت أخباره ثلاثة أسابيع وقُيد “مفقود عمليات”.
أبلغ الدليل البدوي قائده وقال له «يافندم العسكري ده عايش حلاوة روح اللي زيه المفروض يكون اندفن وبنصلي عليه غائب»، ليعود منسحبا على الأقدام وقد لوحت شمس سيناء بشرته وشعثت شعره وتمزق حذاؤه العسكري في أواخر شهر أبريل 1974 بعد مرور 7 أشهر على إنزاله وإصاباته القاتلة .
ليقف بعد ذلك المشير أحمد إسماعيل أمامه ويؤدي له
أمام بطولته الاستثنائية التحية العسكرية وهو بتراب المعركة لم يغير حتى حذاءه.