عمره 53 عامًا.. خطاب وداع للشهيد أحمد الفرغل محمد بديع هاشم
الشهيد أحمد الفرغل محمد بديع هاشم، ابن مركز قفط بمحافظة قنا. استشهد في يونيو 1970، ضمن فرق العمليات الفدائية المكلفة بمهمات خاصة خلف خطوط العدو. حصل بعد وفاته على نوط الجمهورية العسكري من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تقديرًا لأعماله البطولية. كما تم تسمية شارع مجلس المدينة القديم باسم الشهره للشهيد شارع الشهيد فرغل بديع هاشم.
نص خطاب الشهيد أحمد الفرغل
جاء نص خطاب الشهيد أحمد الفرغل محمد بديع هاشم، كنا يلي:
“أخى الحبيب عمر
تحية طيبة وسلامًا حارًا لكم جميعًا.. أطلب من الله العلى القدير أن تكون جميع أيامكم سعادة وهناء، وبعد. آسف لهذا التأخير فى الكتابة إليكم و أرجو أن تكونوا بخير وصحتكم جميعًا فى تقدم مستمر.
أخى عمر أرجو أن تتقبل كلامى الموجود فى هذا الخطاب بروح الرجل المؤمن بقضاء الله وقدره الرجل الذى يؤمن بكتاب الله الكريم و بآياته المحكمات و خاصة الآيات التى تقول: أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيده”. ” و إذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون”، ” ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون”.
أما لماذا أكتب إليك مثل هذا الكلام، فالحكاية والرواية يا سيدى هى: وقع على الاختيار ضمن أفراد مجموعه لتنفيذ أحدى المهام فى أرض العدو إذا قدر لى الموت فمرحبا بالموت فى ظل الشهداء والصديقين والأبرار و كل ما أطلبه منكم هو الدعاء و الرحمه لا أطلب منكم سوى الرحمه ولا أريد البكاء و الدموع.
و إذا كان لى أن أراكم ثانية فإلى أن أراكم أرجو الدعاء بالنصر، أرجو أن تقبل نجلاء و بديع كلما جاءت سيرتى على لسان بقولها “أمى-ابى-فر”. و وصيتى لها أنها عندما تكبر هى وبديع و اخواتها أن يفتكروا أنه كان لهم عم مات فى سبيل بلده.
ختامًا أذكرك أننى لا أريد منكم سوى الرحمة والدعاء ولا أريد منكم البكاء والدموع.. وصبرًا فإننا سنلتقى مرة ثانية فى رحاب الشهداء و الأبرار، أما الست الوالدة فأرجو منها أن تصبر وتترحم أننى أطلب منها الصبر.. ختامًا لكم جميعًا سلامى خاصة الست الوالده والأخت حرمكم المصون ولبنى بديع و نجلاء و الجميع”.