فنون و ادب

الشعر البدوى في سيناء

كتب : حاتم عبدالهادي

الشعر النبطي ويسمى أيضاً القصيد ،وهو الشعر العربي المنظوم بلهجات شبه الجزيرة العربية ومنها المملكة العربية السعودية ومصر، وباقي دول الخليج العربي، وأيضا اليمن والأردن وبادية العراق، وبين أهل البادية في فلسطين وسوريا، وفي السودان ودول المغرب العربي بما فيها موريتانيا.

ويراعى الشعر النبطي الأنماط التقليدية للشعر العربي من حيث الشكل العمودي والالتزام بقافية واحدة على طول القصيدة، كما يستخدم ذات الأوزان العروضية المستخدمة في الشعر الفصيح أو أوزان أخرى ، كالبحر الهلالى والصخرى ، والمسحوب وغير ذلك تسعة بحور مغايرة للبحوور الخليلية. كما تضيف الكثير من القصائد النبطية المتأخرة قيداً إضافياً – وان كان هذا غير مطبق كثيراً- وهو الالتزام بقافية واحدة للشطر الأول من كل بيت وليس الشطر الثاني فقط كما في الشعر الفصيح، مثلاً:

يا ونّـةٍ ونّيتـها مـن خـوا الـراس(5) من لاهـبٍ بالكبـد مثـل السعيـرهْ

ونين من رجله غـدت تقـل مقـواس و يونّ تالـي الليـل يشكـي الجبيـرهْ (6)

أو كما يقول الآخر :

ياديرتى ويامرباى وقت الطفولة ما أنسى غلاكى وجيتك اليوم زوار (7)

حيّا الله أولاد الجبل والسهولة والمتر يرزم مثل دقة الثار (8) .

وعلى الرغم من كونه منظوماً باللهجة المحكية إلا أنه يكثر في الشعر النبطي الاعتماد على مفردات فصيحة، ويكون ذلك عادة تلبيةً لضرورة الوزن (مثل قول “الذي” و”التي” بدلاً من “اللي”) وأحياناً لدعم المعنى، والواقع أن الاختلاف الجوهري بينه وبين الشعر الفصيح يكمن في التخلي عن علامات الإعراب في أواخر الكلمات ونطق بعض الحروف، وليس في التراكيب والصرف والمفردات التي لا تزال تشابه الفصحى إلى حد كبير.

و على الرغم من طبع عدد من الدواوين النبطية في السعودية والخليج في القرن الماضي، إلا أن الشعر النبطي في الأساس شعر مسموع وصل أكثره إلينا عن طريق الرواية والإلقاء بشكل مشابه للشعر العربي في الجاهلية وصدر الإسلام، ولا يزال الاستماع وليس القراءة هو الطريقة المثلى لتلقّي الشعر النبطي لدى المهتمين به.

والشعر النبطي حتى أوائل القرن العشرين يكاد يكون امتداداً لشعر العرب في الجاهلية وشعر أهل البادية في صدر الإسلام، فيكثر فيه استخدام المقدمات الغزلية التي تؤدي بعد ذلك إلى موضوع القصيدة الرئيسي من فخر أو مدح أو حكمة أو نصح، أو وصف، وبدرجة أقل، الهجاء. ويكون أكثر ما يشابه الشعر القديم حينما يحكي عن مفاخر القبيلة وبطولات فرسانها ووقائعهم.

أما في الوقت الحالي فقد تخلى عن الكثير من المفردات الأكثر صعوبة، محاكياً بذلك التبسيط والتشذيب الذين لحقا باللهجات البدوية والنجدية عموماً، وأصبح أكثر مشابهة للشعر العامي في البلدان العربية الأخرى. ولأنه هو اللون السائد في الأغاني التجارية في منطقة الخليج العربي، فقد أصبح الغزل يشغل القسم الأكبر من الشعر النبطي في الوقت الحالي، ولكن هذا لا يعني أن الشعر النبطي بصورته التقليدية لم يعد له من ينظم به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى