
كتب / حاتم عبدالهادي السيد :
تاريخ الدحة :
تعود نشأة هذه الرقصة إلى قصة متداولة “أن هناك قافلة من قوافل الحجاج كانوا قلة وشاهدوا لصوصاً يراقبونهم وهم نائمون بالليل وأوجسوا منهم خيفة، واتفقوا أن يقوموا بالتصفيق وإصدار أصوات كهدير الجمال لكي يعرف الحنشل أنهم كثيرون فيخشوهم. وفعلاً نجحوا في طرد اللصوص بهذه الطريقة ثم انتشرت الدحة كرقصة شعبية، أما من يربطها بمعركة ذي قار فهو على وهم لأن معركة ذي قار مشروحة كل تفاصيلها بكتب التاريخ ولم يرد خبر عن الدحة.
التاريخ القديم لرقصة الدحة:
من الواقع أن الدحة رقصة أو لعبة عربية قديمة ولعل قول أوس بن حجر حينما يمدح علقمة بقوله:
ينفى الحصباء عن حديد الأرض متروكًا كأنه فاحصٌ أو لاعب داح
ووجودها في أشعار العرب الجاهليين خير دليلٍ على قِدم هذه الرقصة أو اللعبة الشعبية الدحة إحدى الفنون والموروثات الشعبية المنتشرة في شمال الجزيرة العربية والأردن وسوريا. وهى تعتبر أشهر الأهازيج الشعبية لدى قبائل عديدة في النواحي التي ذكرت حيث رقصة الدحة تعتبر الرقصة الرئيسية عندهم وكذلك الحويطات وبني عطية وبني فخر وبعض عشائر عنزة وبعض القبائل في شرق الأردن وعند الشرارات رقصة الدحة هي رقصة الحرب وبعد انتشار الأمن واستتابه في شمال الجزيرة يقيمون الرقصة في الأفراح والمناسبات الكبيرة.
ويذكر الرواة أن الدحة موروثهم القديم الذي ورثوه عن آبائهم وأجدادهم وكان لها شعراؤها وأيامها. كانت تلقى بحضور الشيوخ وعقداء القوم وقد يأتون للعبها من مسافات بعيدة. ولهذا نجد أنه لم تذكر لنا المصادر التاريخية القديمة الدحة كلعبة وقد يرجع هذا إلى قلة المصادر العربية أصلاً عن مثل هذا الجانب من التراث. إلا أن أصلها في اللغة موجود وثابت. فكلمة: (دح.. دح). تقال للخصم إذا خُذِلَ وهى بمعنى اسكت فقد أقررت وهذا نفس الغرض الذي تقال فيه هذه الكلمة في هذا الموضوع من لعبة الدحة.
نماذج من أشعار الدَّحة عند العرب :
لقد وجدت في جبل (الباردة) نقوش وكتابات لحاميات نبطية،- كما يقول الباحث السعودي سليمان الأفنس، وقد صاحبتها صور للعبة تطابق في شكلها وصفتها لعبة الدحة إلى أبعد حدٍ ويعود تاريخ هذه الصور إلى عهد الحارثة الرابع على وجه التقريب. وللشاعر(وادي محمد الشلهوب) من قبيلة الشرارات بالمملكة العربية السعودية :
ودي اعلمكم بعلومى
درب الله بى ومقسوم
حاولت طيورا تحومى
يا طيرا مالها صيادى
اعرست وعرسى بس اسم
بعيرا عليه الوسم
يرده عليه عسم
راحوا بت قوما اعادى
واشرفت الرجم اللى شايح ..
ودموع عيونى سبايح ..
والعرب سمونى سايح
جازوا من قولا يا وادي
ولى يا عينى يا شينة ..
وجهى والجيب تغسلينه ..
المنحى كيف تريديه
اللى ما يريدك وكادى
شيبتى برموش عيونى ..
اسقتنى مر وطاعونى ..
شافتنى مانى مزيونى
عافتنى بنت الأجوادى .
لقد أرسلت