حوارات و تقارير

الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.. رجل الظل وصانع القرار في الإمارات

أسماء صبحي – يعد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي والاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وعرف عنه الهدوء والحكمة في اتخاذ القرارات وابتعاده عن الأضواء رغم توليه مناصب بالغة الأهمية داخل الدولة. ليصبح أحد الأعمدة التي تستند عليها القيادة الإماراتية في إدارة الملفات الحساسة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

ولد الشيخ طحنون بن زايد في الرابع من ديسمبر عام 1971 وهو أحد أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها الحديثة. وتربى في بيئة قيادية تجمع بين الأصالة العربية والانفتاح على العالم، مما جعله يحمل منذ صغره سمات القائد القادر على إدارة الملفات المعقدة بحنكة ومرونة.

المناصب والمسؤوليات

تولى الشيخ طحنون العديد من المناصب المهمة التي عكست الثقة الكبيرة التي توليها له القيادة الإماراتية. فهو يشغل حاليًا منصب مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات، إضافة إلى تعيينه مؤخرًا نائبًا لحاكم إمارة أبوظبي.

كما يشرف على عدد من المؤسسات الاستثمارية الكبرى داخل الدولة، إلى جانب دوره المؤثر في إدارة مجموعة شركات تعمل في قطاعات استراتيجية مثل التكنولوجيا والطاقة والذكاء الاصطناعي.

وتعرف عنه قدرة استثنائية على الموازنة بين متطلبات الأمن الوطني والتطور الاقتصادي إذ يسعى دائمًا إلى ترسيخ مبدأ أن الأمن لا ينفصل عن التنمية. وأن الدولة القوية هي التي تجمع بين التقدم العلمي والاستقرار السياسي.

الملفات الأمنية والسياسية

برز الشيخ طحنون في العديد من الملفات الأمنية الحساسة التي تتعلق بأمن واستقرار المنطقة الخليجية والعربية. فقد كان له دور محوري في تعزيز التنسيق الأمني بين دول الخليج، والمساهمة في بناء منظومة دفاعية حديثة تواكب التحديات الإقليمية.

ويعرف عنه أيضًا انخراطه في إدارة ملفات الوساطة الدبلوماسية بين عدد من الدول إذ لعب دورًا مهمًا في تقريب وجهات النظر بين بعض الأطراف الإقليمية. مما جعله يحظى باحترام واسع من القيادات العربية والدولية على حد سواء.

ولا يقتصر تأثيره على الجانب الأمني فحسب بل يمتد ليشمل السياسة الخارجية الإماراتية خاصة في ظل التحولات العالمية المتسارعة. فقد استطاع الشيخ طحنون أن يرسّخ نهج الحوار والانفتاح بما يضمن للإمارات موقعًا متوازنًا في علاقاتها مع القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا مع الحفاظ على عمقها الخليجي والعربي.

ريادة اقتصادية وتكنولوجية

بعيدًا عن عالم السياسة، يلعب الشيخ طحنون دورًا رئيسيًا في دعم وتطوير الاقتصاد الإماراتي. فهو يقود مجموعة من المؤسسات الاقتصادية الرائدة التي تعمل على جذب الاستثمارات وتعزيز الابتكار في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

ويعتبر من أوائل الداعمين لمشاريع التحول الرقمي في الإمارات حيث يرى أن المستقبل يعتمد على اقتصاد المعرفة. وأن الدول التي تتبنى التكنولوجيا الحديثة هي التي ستقود العالم في السنوات المقبلة.

وقد ساهمت رؤيته في دفع الإمارات لتصبح مركزًا إقليميًا للابتكار والبحث العلمي، من خلال مبادرات تستهدف الشباب ورواد الأعمال والشركات الناشئة. كما يحرص دائمًا على دعم المشاريع التي توازن بين الربح الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية، في انسجام مع رؤية القيادة الإماراتية نحو التنمية المستدامة.

شخصية الشيخ طحنون بن زايد

يصفه المقربون بأنه رجل هادئ بطبعه، لكنه حاسم في قراراته، ويتبع أسلوب التخطيط البعيد المدى. ولا يفضل الظهور الإعلامي كثيرًا ويميل إلى العمل بصمت مما أكسبه لقب “رجل الظل”.

هذه الصفات جعلت منه شخصية تحظى بثقة القيادة في الملفات الدقيقة إذ يتمتع بقدرة عالية على تحليل المواقف واتخاذ القرارات في اللحظات الحرجة. كما أنه يولي اهتمامًا كبيرًا للتفاصيل، ويُعرف بمتابعته الشخصية لكل مشروع أو ملف يُوكل إليه.

العلاقات الإقليمية والدولية

على الصعيد الإقليمي، أسهم الشيخ طحنون في ترسيخ علاقات متينة بين الإمارات وجيرانها في الخليج العربي خصوصًا في مجالات التعاون الأمني والاقتصادي. كما كان له دور مؤثر في استعادة العلاقات الطبيعية مع بعض الدول بعد فترات من التوتر، من خلال سياسة الحوار والاحترام المتبادل.

أما على الصعيد الدولي، فقد برز كأحد العقول التي ساهمت في تعزيز حضور الإمارات على الساحة العالمية خصوصًا في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والدبلوماسية الوقائية. وبفضل رؤيته الاستراتيجية، باتت الدولة اليوم تلعب دورًا محوريًا في القضايا الدولية، سواء في محاربة التطرف أو دعم جهود السلام والتنمية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى