عائلة أبو غالي: جذور عربية وتأثير اجتماعي ممتد عبر الأجيال

أسماء صبحي – في قلب محافظة القليوبية، وتحديدًا في قرى مركز شبين القناطر، تعيش عائلة أبو غالي التي تعد واحدة من أبرز العائلات ذات الأصول العربية في دلتا مصر. وتعود جذور هذه العائلة إلى شبه الجزيرة العربية ويعتقد أنها وفدت إلى مصر في العصور الإسلامية الأولى مع موجات الفتح الإسلامي. ثم استقرت تدريجيًا في قرى القليوبية وامتدت فروعها إلى محافظات مجاورة.
أصول عائلة أبو غالي
مارس أبناء العائلة الزراعة وتجارة الماشية كأنشطة رئيسية على مدى عقود طويلة. وساهموا في تطوير الأراضي الزراعية بالمنطقة خاصةً في قرى مثل “تل بني تميم” و”الجعافرة” و”الحيزاوي”. كما كان للعائلة أراضي زراعية واسعة واستطاعت بمرور الوقت أن تجمع بين النشاط الزراعي والعمل الأهلي. حيث أسست روابط محلية لحل مشكلات الري والتعليم وتوزيع الموارد.
برز من العائلة عدد من الشخصيات التي شاركت في مقاومة الاحتلال البريطاني خاصةً خلال ثورة 1919. حيث كان من بين رموزها وجهاء ساعدوا في تنظيم المظاهرات الريفية وقدموا الدعم اللوجستي للثوار. كما لعبت العائلة دورًا في التوسط لحل النزاعات القبلية وكانت تعرف بين الأهالي بالحكمة وسعة الحيلة.
العلم والعمل الخيري
في العصر الحديث، خرج من العائلة عدد من الأطباء والمهندسين ورجال التعليم. ومنهم الدكتور محمود أبو غالي، الأستاذ بجامعة بنها الذي ساهم في تطوير برامج تعليمية مجانية لأبناء الريف. كما برز الحاج عبد الفتاح أبو غالي كأحد رموز العمل الخيري. حيث ساهم في تأسيس جمعيات لتقديم الدعم الغذائي والتعليمي للأسر الأكثر احتياجًا.
ويقول الباحث المتخصص في أنساب العائلات الريفية، الدكتور مصطفى عبد الحميد، إن عائلة أبو غالي واحدة من العائلات العربية التي احتفظت بجذورها الثقافية مع التفاعل الإيجابي مع المجتمع المصري. كما تعد نموذجًا للتكامل بين التراث القبلي والمساهمة التنموية في دلتا النيل.