مسجد الغمامة: موضع صلاة النبي ومعلم تاريخي في قلب المدينة المنورة

أسماء صبحي– يقع مسجد الغمامة على بعد حوالي 500 متر غرب المسجد النبوي الشريف. ويعد من أقدم المساجد التاريخية في المدينة المنورة. وسمي بهذا الاسم نسبةً إلى “الغمامة” أو الغيمة التي يروى أنها ظللت النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء صلاته في هذا الموضع.
أهمية مسجد الغمامة
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في هذا المكان صلاة العيد كما أقام فيه صلاة الاستسقاء. وهو ما منحه طابعًا روحيًا مميزًا وجعله مزارًا مهمًا للمسلمين. وقد ظل الموقع محتفظًا بأهميته على مر العصور خاصةً في عهود الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية.
وشيد المسجد بأسلوب معماري بسيط يتوافق مع روح الزهد الإسلامي. حيث يتميز بجدرانه السميكة وسقفه المقبب ونوافذه المقوسة. كما جرت عليه عدة ترميمات على مر العصور كان آخرها في عهد الملك فهد بن عبد العزيز. حيث أعيد ترميمه بالكامل مع الحفاظ على طابعه التاريخي.
جهود الحفظ والصيانة
ويقول الدكتور سليمان الرحيلي، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة طيبة، إن مسجد الغمامة ليس مجرد مبنى. بل هو شاهد حي على لحظات من حياة النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يخرج إلى الناس ليصلّي معهم تحت السماء. كما يعد أحد أهم المساجد التي توثق الجانب الاجتماعي من السيرة النبوية.
تولت هيئة تطوير المدينة المنورة مسؤولية العناية بالمسجد، وجرى تضمينه ضمن المسار التاريخي والسياحي المحيط بالحرم النبوي. كما تجرى فيه حاليًا أعمال توثيق رقمية تشمل المسح ثلاثي الأبعاد للحفاظ على تفاصيله المعمارية.
ولا يعد هذا المسجد موقعًا أثريًا فقط، بل هو قلب نابض من ذاكرة المدينة المنورة. يذكر المسلمين بعظمة نبيهم، وتواضعه وقربه من الناس. ومن يصلي فيه كأنه يخطو على آثار من صلى قبله من أهل المدينة والتابعين.