تاريخ ومزارات

مصر والعباسيين.. صراع الاستقلال تحت راية الخلافة

أميرة جادو

تحل اليوم الذكرى الـ 853 على عودة مصر إلى حكم الدولة العباسية بعد أن ظلت مستقلة عنها طوال فترة حكم الفاطميين. هذا التحول التاريخي جاء مع بداية حكم الدولة الأيوبية في مصر، واستمر حتى سقوط الدولة العباسية على يد السلطان العثماني سليم الأول.

صلاح الدين الأيوبي وإعادة مصر للخلافة العباسية

كان هدف صلاح الدين الأيوبي من إعادة مصر إلى الخلافة العباسية هو العودة إلى المذهب السني، وذلك بعد أن تولى وزارة مصر في 26 مارس 1169م وكان يبلغ من العمر 32 عامًا. قرر صلاح الدين تحويل البلاد إلى المذهب السني وإلغاء الدعاء للخليفة الفاطمي في خطبة الجمعة، واستبداله بالخليفة العباسي. في ذلك الوقت، كان الخليفة الفاطمي العاضد على فراش الموت، فاختار صلاح الدين إخفاء حقيقة إطاحة دولته قائلاً: “دعوه يموت في سلام”.

فترة حكم مصر في العصر العباسي

استمرت الخلافة العباسية في مصر حتى عام 923 هـ/1507م، حينما تنازل الخليفة العباسي محمد المتوكل على الله عن الخلافة للسلطان العثماني سليم الأول، وبذلك بدأت حقبة جديدة تحت الحكم العثماني. ومع ذلك، خلال فترة الحكم العباسي، شهدت مصر قيام العديد من الدول المستقلة التي حكمت البلاد تحت مظلة الخلافة العباسية اسميًا، لكنها كانت تتمتع باستقلال فعلي.

ثورات المصريين ضد النفوذ العباسي

يشير الدكتور حسين نصار إلى أن مصر شهدت ثورتين مستقلتين ضد النفوذ العباسي، وكانت تلك الثورات إما دموية أو سلمية. المصريون برعوا في استخدام سلاح “المقاومة القولية”، والتي اتخذت شكل الفكاهة والسخرية للتعبير عن رفضهم للنظام العباسي، وهي ظاهرة لم تحظَ بالاهتمام الكافي من المؤرخين.

سقوط الدولة الطولونية

في كتابها “مصر في عصر الإخشيديين”، تشير الدكتورة سيدة إسماعيل كاشف إلى أن سقوط الدولة الطولونية كان على يد القائد العباسي محمد بن سليمان الكاتب في عام 292هـ. بعد دخوله الفسطاط، دعا للخليفة المكتفي بالله على المنابر، وأمر بإحراق القطائع ونهب الفسطاط، حيث قام جنوده بارتكاب فظائع شنيعة ضد السكان.

مقاومة ابن الخليج

في خضم تلك الأحداث، ظهر ضابط في الجيش الطولوني يُدعى ابن الخليج، الذي رفض الانصياع للعباسيين والتف حوله عدد كبير من الجنود. هؤلاء الجنود، الذين كانوا لا يزالون يذكرون عظمة الدولة الطولونية، رفضوا مغادرة مصر وخشوا العودة إلى العراق خوفًا مما كان ينتظرهم هناك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى