قطر في عهد تميم: “يابان الشرق” ورؤية النهضة الحديثة

أسماء صبحي
منذ تولي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في 2013. شهدت دولة قطر في عهد تميم تحولًا كبيرًا في مختلف المجالات، جعلها أشبه بما يطلق عليه “يابان الشرق”. فكما استطاعت اليابان أن تتحول من دولة صغيرة إلى قوة اقتصادية عالمية بتوظيف الابتكار والتكنولوجيا. سارت قطر على نفس النهج مركزة على التنمية المستدامة، الاقتصاد القائم على المعرفة، والاستثمار في الإنسان.
قطر في عهد تميم إقتصاديًا
تعد قطر واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم. لكنها لم تكتفي بالاعتماد على هذا القطاع، بل وضعت خططًا طويلة المدى لتنويع الاقتصاد. كما أطلقت رؤية قطر 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد مستدام يعتمد على التكنولوجيا، الابتكار، والاستثمارات الذكية بدلًا من الموارد الطبيعية فقط.
وتدير قطر بعضًا من أكبر الصناديق الاستثمارية السيادية في العالم. مثل جهاز قطر للاستثمار، الذي يمتلك حصصًا في شركات عالمية كبرى مثل Volkswagen، Barclays، وSainsbury’s. كما تشبه هذه الاستراتيجية النموذج الياباني الذي اعتمد على الاستثمار الذكي لتعزيز الاقتصاد.
وشهدت قطر أيضًا ثورة في البنية التحتية، أبرزها:
- مترو الدوحة: واحد من أحدث أنظمة النقل الذكي في العالم.
- مدينة لوسيل: مدينة ذكية متكاملة تمثل نموذجًا للمدن المستقبلية.
- مطار حمد الدولي: المصنف كأفضل مطار في العالم عام 2021.
التطور في مجال التعليم
استثمرت قطر بشكل كبير في التعليم من خلال مؤسسة قطر للتربية والعلوم، التي تضم فروعًا لأفضل الجامعات العالمية مثل جامعة جورجتاون، جامعة كارنيجي ميلون، وجامعة نورثويسترن. كما يحاكي هذا النهج تجربة اليابان في الاستثمار بالتعليم كوسيلة للنهوض بالدولة.
وتعتبر واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا مركزًا للأبحاث والابتكار. حيث تجرى دراسات متقدمة في مجالات الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، والصحة الرقمية. مما يعزز مكانة قطر كمركز للابتكار التكنولوجي في الشرق الأوسط.
مجال الرياضة
استضافت قطر كأس العالم 2022 بنجاح غير مسبوق جعلها محط أنظار العالم. ولم يكن الحدث مجرد بطولة رياضية بل كان فرصة لإظهار التطور التكنولوجي، الثقافة القطرية، والتسامح بين الشعوب، على غرار ما فعلته اليابان في مونديال 2002.
وتمتلك قطر استثمارات كبيرة في الأندية الرياضية العالمية مثل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. كما تستضيف بطولات كبرى مثل بطولة قطر للتنس والجائزة الكبرى للفورمولا 1.
السياسة الخارجية لـ قطر في عهد تميم
أصبحت قطر لاعبًا رئيسيًا في حل النزاعات الدولية، حيث لعبت دورًا مهمًا في التفاوض بين أمريكا وحركة طالبان. وشاركت في جهود الوساطة في الأزمات الإقليمية، ما جعلها تلقب بـ”عاصمة الوساطة العالمية”. كما كانت اليابان سابقًا تعرف بدبلوماسية السلام.
عززت قطر من قوتها الناعمة عبر قناة الجزيرة التي أصبحت أحد أقوى وسائل الإعلام العالمية، تنقل الأخبار من منظور عربي، على غرار وكالة NHK اليابانية.
ويقول الدكتور عبدالله السبيعي، خبير التنمية الاقتصادية، إن قطر في عهد تميم بن حمد تمثل نموذجًا للدول التي استطاعت تحقيق التقدم بسرعة هائلة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، التعليم، والبنية التحتية. وما يحدث في قطر يشبه النهضة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أصبحت دولة صغيرة ذات تأثير عالمي كبير.