تاريخ ومزارات

وراء كل مثل حكاية.. قصة “على قد لحافك مد رجليك”

أميرة جادو

تعكس الأمثال الشعبية المستخدمة في حياتنا اليومية تجارب حياتية سابقة وتحمل في طياتها معاني عميقة، ومن بين هذه الأمثال “على قد لحافك مد رجليك”، والذي يرتبط بقصة شاب ورث ثروة طائلة عن والده باعتباره وريثه الوحيد، لكنه لم يحسن التصرف في تلك الثروة، مما أدى إلى فقدانها بالكامل، ومع انقلاب الزمن عليه، تعرض لموقف صادم ارتبط بترديد هذا المثل الشعبي الشهير.

قصة المثل الشعبي “على قد لحافك مد رجليك”

يرتبط هذا المثل الشعبي بقصة شاب ورث عن والده ثروة ضخمة، إلا أنه لم يحسن إدارتها. فأخذ يبعثر الأموال ببذخ وإسراف، وجذب إليه أصدقاء المصلحة الذين أكثروا من مدحه ومجاملته في أوقات الرخاء، حتى نفدت ثروته بالكامل. ومع مرور الوقت، وجد نفسه مفلسًا تمامًا، لا يملك قوت يومه، وتخلى عنه جميع أصدقائه الذين كانوا يحيطون به.

ضاقت به الأحوال، فاضطر إلى مغادرة بلدته بحثًا عن عمل يعينه على الحياة، حتى انتهى به المطاف عند صاحب بستان طلب منه أن يعمل لديه. ولكن سرعان ما أدرك صاحب البستان أن الشاب لم يسبق له العمل. ولا يجيد أي مهنة، وأنه كان يعيش حياة الترف قبل أن يُجبره ضيق الحال على البحث عن رزقه.

مصير الشاب بعد إنفاق ثروة والده بغير حساب

عندما استدعى صاحب البستان الشاب لمواجهته بالأمر، سأله عن حقيقته وظروفه، ليحكي له الشاب كامل قصته. أصيب الرجل بالذهول، حيث كان يعرف والده جيدًا، وكان يدرك أن ثروته هائلة ولا يمكن أن تنفد بسهولة، لكن تصرفات الابن غير الحكيمة أودت به إلى الفقر.

رفض صاحب البستان أن يسمح لهذا الشاب بالعمل لديه، معتبرًا أن الأمر فيه إهانة وذل لابن رجل كان من أثرياء القوم. وبدلًا من ذلك، قرر أن يزوجه ابنته، وأسكنه في منزل صغير قريبًا منه. وأعطاه جملًا ليعمل به في الاحتطاب وبيع الحطب.

وفي نهاية حديثه، قدم له نصيحة ستظل خالدة في الأذهان: “يا ولدي، احتطب، وبع، وكل من عمل يدك.. وأنصحك بأن تمد رجلك على قد لحافك”. وهكذا، أصبح هذا القول مثلاً شعبيًا متوارثًا يحمل درسًا هامًا حول التخطيط، والاعتدال في الإنفاق، وعدم التبذير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى