تاريخ ومزارات

تحفة عابدين: إعادة اكتشاف معلم تاريخي في قلب القاهرة

في زاوية هادئة خلف قصر عابدين العريق بالقاهرة، ينبثق جمال مسجد عابدين الأثري، متجاورًا مع أروقة حديقة القصر الغناء. تأسس هذا المعلم الديني في عام 1141 هـ/ 1728/ 29م على يد الأمير اللواء السلطان عابدين بك، ومن ثم اكتسب اسمه.

تحفة عابدين

ما زالت منارة المسجد الأصيلة وبوابته الفخمة تطل على شارع جامع عابدين، شاهدتين على ماضٍ عريق. وفي بداية القرن العشرين، أمر الملك فؤاد بإعادة ترميم المسجد بشكل كامل. محافظًا على رونق المنارة والمدخل الأصليين. حيث أشرفت لجنة حفظ الآثار العربية على هذا المشروع الضخم.

يتميز المسجد بمدخلين رئيسيين، الأول يفتح أبوابه للشارع العام، والثاني، المدخل الملكي، يرتبط بحديقة القصر. يستقبل الزائرين رواق مزين بعقود تستند إلى أعمدة رخامية، يقود إلى ممر مغطى بقباب صغيرة. داخليًا. يحتل المسجد مساحة مربعة بطول ضلع يبلغ 17 مترًا تقريبًا. يعلوها قبة مركزية ضخمة مدعومة بأربعة عقود تستند على أعمدة من الغرانيت الأحمر المزينة بنقوش ذهبية.

تزين القبة الكبيرة نقوش بالخط العربي الجميل تحمل آيات قرآنية، تليها إشارة إلى الملك فؤاد وتاريخ اكتمال البناء في عام 1338 هجريًا. الجدران الداخلية للمسجد مغطاة بوزرة من الرخام الملون، ويبرز في جدار القبلة محراب مزخرف بالرخام الملون، بجانبه منبر رخامي أنيق. أرضية المسجد مفروشة بالرخام الملون المرصع بتصاميم هندسية فريدة. وتكتمل الأجواء الروحانية بإضاءة متناسقة تنبعث من ثريا كبيرة من النحاس المفرغ بتصاميم زخرفية أنيقة، معلقة بسلاسل من القبة الكبرى، وثريات صغيرة أخرى تزين العقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى