أسرار المعابد القديمة التي تحمل عبق الحضارة الكوشية

شيد معبد آمون على يد الملك النوبي نتكاماني من الحجر الرملي بطول 100 متر، مع مداخل تطل شرقًا وغربًا. يتميز بتصميم مستوحى من الطراز المصري، يضم ساحة خارجية وطريق الكباش، مشابهًا لمعبد آمون في جبل البركل والكرنك. يقود المدخل الرئيسي إلى صالة أعمدة تحتوي على محراب ومقصورة داخلية، بينما تعزز المنحوتات في البوابات والحائط صمود البناء أمام الضغط والوزن.
أسرار المعابد القديمة
في عام 1999، استكشف فريق ألماني-بولندي المعبد واكتشفوا داخل المحراب أسماء الملك نتكاماني وزوجته الملكة أماني تاري، بالإضافة إلى أسماء النحاتين وصناع التماثيل. كما عثروا على مذبح فريد وتمثال خامس للملك نتكاماني ومسلة تذكارية للملكة أماني شكتو، التي تعد من أجمل إبداعات الفن المروي. تظهر واجهة المسلة الملكة تتلقى مساعدة الآلهة، خاصة الإله أباداماك بوجه الأسد، بينما كتبت الجوانب الأخرى باللغة المروية التي لم تُ=فك شفرتها بعد.
عثر على معبد آخر لآمون في النقعة أطلق عليه “آمون 200″، ويعود للقرن الثاني أو الثالث الميلادي، وقد شيدته الملكة أماني كيراكرم. يشبه تصميمه معبد آمون الأصلي، ويضم مقتنيات تزيد من غموض التسلسل الزمني للحضارة النوبية.
معبد أباداماك
أباداماك، إله الحرب لدى النوبيين، يجسد رمزًا للملوك والمحاربين، خاصة المتوفين منهم. يقع معبده شرق معبد آمون، ويتميز ببوابة واسعة تصور الملك نتكاماني والملكة أماني تاري مع أسد رمزي وأسري غير واضحة الملامح، يعتقد أنهم من القبائل الصحراوية.
يظهر أباداماك على حواف البوابة وهو يخرج من اللوتس المقدس، كما يتواجد على جوانب المعبد مع الملك والآلهة آمون وحورس. الحائط الخلفي يبرز مشهدًا كبيرًا للإله وهو يتلقى النذور من الملك والملكة، إضافة إلى مشاهد تظهره بثلاثة رؤوس وأربعة أذرع. داخل المعبد، توجد نقوش للإله سيرابيس بملامح يونانية-رومانية وإله متوج مجهول يعتقد بأنه فارسي.
على الرغم من التأثير الفرعوني الواضح، أظهرت نقوش الملك نتكاماني والملكة أماني تاري اختلافات واضحة عن الطراز الفرعوني، مما يعكس انصهارًا فريدًا للثقافات. يبرز المعبد تأثره بالحضارة الرومانية والإغريقية، مع لمسات تظهر إمكانية وجود صلات قديمة بين الحضارة الكوشية والهند.
المعبد الروماني
يقع المعبد الروماني بجوار معبد أباداماك، ويجمع بين عناصر فرعونية مثل المدخل وصفوف الصل المقدس، وأخرى هلنستية مثل الأعمدة الكورنثية المزينة والنوافذ المقوسة. يضم المعبد تمثالًا للإلهة إيزيس، التي ترمز للأمومة والخصوبة، مما يبرز التداخل الثقافي بين الحضارات المصرية والرومانية والإغريقية.
المعبد 500:
عند منحدرات جبل النقعة، يقع المعبد 500 الذي يعود إلى عهد الملكة شانا داخت حوالي عام 135 قبل الميلاد. كرِّس المعبد لعبادة الآلهة الثلاثة آمون وموط وخونسو، بالإضافة إلى أباداماك. اكتشف صائد الكنوز الإيطالي جوزيبي فريليني كنزًا من المقتنيات داخله في عام 1834، لكنه تعرض لأضرار كبيرة، وما زالت عملية ترميمه ودراسته مستمرة.