جامع سيدى شبل الأسود.. شاهد على التاريخ وعظمة الترميم بمحافظة المنوفية
يعد جامع سيدى شبل الأسود بمدينة الشهداء بمحافظة المنوفية من أبرز وأهم المعالم الإسلامية والأثرية في المحافظة، ومن أكبر المساجد التي تحتضن المصلين والزوار من مختلف أنحاء الجمهورية. نشأة المسجد تعود إلى بداية القرن الحادي عشر الهجري، وقد شهد مراحل متعددة من الترميم والتجديد، كان أبرزها وأحدثها عام 2021، حيث تم ترميمه بالكامل بتكلفة قاربت 8 ملايين جنيه ليعود المسجد لبريقه وجماله التاريخي.
تاريخ جامع سيدى شبل الأسود
أكد الدكتور عصام الفقي، إمام وخطيب الجامع، أن جامع سيدى شبل الأسود هو الأكبر على مستوى المنوفية من حيث المساحة، ويتميز بعمارته الفريدة التي تطورت عبر القرون. تأسس المسجد على يد الشيخ أحمد الأحمدي السيحمي في القرن الحادي عشر الهجري، وتم تجديده وبناؤه من قِبل حسن بك أغا شعير. وقد شهد المسجد تحديثات جذرية في عهد الملك فؤاد الأول، حيث أعادت وزارة الأوقاف بناءه عام 1925، وتم افتتاحه عام 1927.
وأشار الفقي إلى أن الاحتفال السنوي في المسجد يبدأ منتصف مارس، بينما يقام الاحتفال الأكبر بذكرى استشهاد سيدى شبل في النصف الثاني من سبتمبر. المسجد الحالي بني وفق التخطيط العثماني، حيث يتكون من صحن مكشوف محاط بالأروقة من جميع الجهات، وإيوان القبلة الذي يضم أعمدة متوازية تغطيها سقوف مسطحة. في منتصف الإيوان، توجد قبة فريدة مزودة بفتحات للإضاءة الطبيعية، ما يضفي على المكان روحانية مميزة.
كما يحتوي المسجد على ضريح سيدى محمد بن شبل الأسود، وتتميز واجهته بمدخلين رئيسيين يؤدي أحدهما إلى إيوان القبلة والآخر إلى صحن المسجد. وتزين الواجهة ردهة واسعة مزخرفة بسور، ويصعد إليها بسلمين نظرًا لارتفاع المسجد عن مستوى الشارع بنحو سبعة أمتار.
شملت أعمال الترميم الأخيرة معالجة الأسقف والأرضيات وترميم الجدران وصيانة الأعمال الخشبية، بما في ذلك المنبر وكرسي المصحف. كما تم رفع كفاءة شبكة الكهرباء وتركيب نظام صرف مياه الأمطار وتجهيز الموقع العام للمسجد والضريح.
كما يعود المسجد الذي يحمل اسم شبل الأسود إلى سيدنا محمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب، المشهور بشجاعته. ورغم ذلك، فإن كتب الأنساب تشير إلى أن الفضل بن العباس لم يكن له أبناء ذكور سوى أم كلثوم. ويقال إن شبل وُلد في الحبشة، حيث كان والده يتاجر هناك.
