قلعة الجبل: شاهد على تاريخ مصر العسكري والمعماري

أسماء صبحي
تقع قلعة الجبل في القاهرة على هضبة جبل المقطم، وتعتبر واحدة من أعظم المعالم التاريخية في مصر. وتم تأسيس القلعة في عام 1176م على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي. الذي كان يسعى لتعزيز الدفاعات العسكرية في المدينة، خصوصًا في مواجهة الغزاة الصليبيين. وتصميم القلعة الهائل وأبراجها المنيعة جعل منها حصنًا محصنًا بامتياز.
تاريخ قلعة الجبل
في البداية، كانت القلعة بمثابة معقل دفاعي لحماية القاهرة من هجمات الأعداء. ومع مرور الوقت، أصبحت مركزًا إداريًا وسكنيًا للعديد من الحكام الذين تعاقبوا على حكم مصر، بما في ذلك المماليك والعثمانيين. وفي العهد العثماني، شهدت القلعة العديد من التوسعات والتحسينات المعمارية، وأصبحت مقرًا للحكم في مصر.
وأشهر ما تم إضافته إلى القلعة هو مسجد محمد علي الكبير، الذي يعد من أعظم المعالم المعمارية في مصر. كما يتميز بطرازه العثماني الفخم ومئذنته التي تطل على القاهرة.
وتضم القلعة أيضًا العديد من المعالم البارزة مثل قصر الجوهرة، الذي كان مقر إقامة الحكام المماليك. وعددًا من الأبراج الحربية التي كانت تستخدم في مراقبة المدينة وحمايتها من أي تهديدات. كما تحتوي على العديد من المتاحف مثل “المتحف الحربي” و”متحف الشرطة”. التي تعرض أسلحة قديمة وآثارًا تعكس تاريخ مصر العسكري منذ العصور الإسلامية وحتى العصر الحديث.
أهمية القلعة
ويعتبر الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، القلعة رمزًا من رموز التاريخ العسكري والهندسي في مصر. وقال: “قلعة الجبل ليست مجرد حصن عسكري، بل هي شهادة حية على التطور المعماري والدفاعي في مصر الإسلامية. كما تعد القلعة اليوم واحدة من أهم الوجهات السياحية في القاهرة. فهي توفر للزوار فرصة فريدة لاستكشاف تاريخ مصر العسكري والعماري عبر العصور.”
وتمثل قلعة الجبل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ القاهرة ومصر بشكل عام. حيث شهدت العديد من الحروب والصراعات، لكنها كانت دائمًا مركزًا للسلطة والحكم. واليوم، تجذب القلعة الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون للاستمتاع بجمال عمارتها. بالإضافة إلى التعرف على تاريخها العريق.