تاريخ ومزارات

أغرب هستيريا جماعية في التاريخ.. منها وباء الضحك والرقص

أميرة جادو

في عام 1518، اجتاح وباء غامض مدينة ستراسبورج، التي تقع في فرنسا الحديثة، وأصاب نحو 400 شخص من السكان. بدأ هذا الوباء في يوليو من ذلك العام عندما بدأت امرأة تدعى السيدة تروفيا في الرقص بشكل تلقائي في منتصف الشارع. بعد أسبوع من رقصها بمفردها، انضم إليها العديد من الأشخاص الذين أصيبوا بنفس الرغبة المفاجئة في الرقص.

وباء الرقص في فرنسا

وفي النهاية، وصل العدد إلى مئات الأشخاص الذين استمروا في الرقص حتى أصيبوا بالإرهاق أو حتى توفي بعضهم بسبب نوبات قلبية مفاجئة.

ورغم بداية هذا الحدث الغامض، تراجع الوباء بشكل غير مفسر بحلول سبتمبر من نفس العام، وعادت المدينة إلى حالتها الطبيعية.

وفي ذلك الوقت، اعتقد الأطباء أن المرض ناتج عن “الدم الساخن” وأوصوا بأن يرقص الناس بشكل مستمر حتى تختفي الحاجة إلى الرقص. أما سكان البلدة فقد اعتقدوا أنه كان نتيجة “لعنة القديس فيتوس”، شفيع الرقص، وأنهم محكوم عليهم بالرقص إلى الأبد.

كما يعتقد المؤرخون المعاصرون أن هذا الوباء قد يكون نتيجة مزيج من الضغط النفسي وأمراض جديدة غير معالجة مثل مرض الزهري. كما تشير بعض النظريات إلى أن فطر “الإرغوت” الذي يتواجد على الخبز قد تسبب في هذا الوباء. حيث يؤدي تناوله إلى تشنجات قد تبدو كأنها رقص غير إرادي.

محاكمات ساحرات سالم

بين فبراير 1692 ومايو 1693، شهدت مدينة سالم الاستعمارية في ولاية ماساتشوستس سلسلة من المحاكمات بتهمة السحر طالت أكثر من 200 شخص بريء. كان السبب الرئيسي لهذه المحاكمات مزيجًا من كراهية الأجانب والتطرف الديني والتمييز الاجتماعي.

بدأت هذه الحالة الهستيرية في منزل القس البيوريتاني صموئيل. حيث بدأت ابنته بيتي البالغة من العمر تسع سنوات وابنة عمها أبيجيل البالغة من العمر 11 عامًا، في إصدار أصوات غريبة والقيام بتشنجات غير مفسرة.

ومع مرور الوقت، بدأ العديد من الفتيات في المدينة يعانين من أعراض مماثلة، مما أدى إلى اتهام العديد من النساء بممارسة السحر.

ومن بين هؤلاء النساء، كانت هناك سارة جود، متسولة، وسارة أوزبورن، امرأة مسنّة فقيرة. وامرأة مستعبدة يطلق عليها تيتوبا. اعترفت تيتوبا بالعمل مع الشيطان، وهو الاعتراف الذي ربما كان فقط لتجنب العقوبة.

كما أدى ذلك إلى المزيد من الاتهامات والهستيريا الجماعية التي أدت إلى استجواب العديد من النساء. في النهاية، تم إعدام 19 شخصًا قبل أن تنتهي المحاكمات بعد أن تم اتهام زوجة الحاكم ويليام فيبس بممارسة السحر.

وباء الضحك في تنزانيا

في عام 1962، ضرب وباء غريب في تنجانيقا، الذي يعرف الآن بتنزانيا، طالبات مدرسة داخلية للبنات. بدأت نوبات الضحك الغامضة في يناير في بلدة كاشاشا، حيث بدأت ثلاث طالبات بالضحك بشكل هستيري دون سبب واضح.

ومع مرور الوقت، انتقل هذا الفعل المعدي إلى العديد من الفتيات الأخريات، وتوسعت الظاهرة لتشمل أكثر من 1000 شخص في النهاية.

ورغم المحاولات لتهدئة الفتيات، استمرت نوبات الضحك لعدة ساعات، وقد تصل إلى 16 يومًا. لم يتمكن الأطباء من تفسير السبب وراء هذه الظاهرة، ويعتقد بعض المؤرخين أنها كانت رد فعل غريزي على الحياة في بيئة ثقافية صارمة. لكن هذه النظرية لا تزال بعيدة عن اليقين.

وبينما كانت المدرسة تحاول تهدئة الوضع، اضطرت إلى إغلاق أبوابها في مارس. ولكن هذا القرار لم يحل المشكلة بل زاد من تفشي الوباء، حيث انتقل الضحك إلى المجتمعات الأخرى وأدى إلى إغلاق 14 مدرسة في مناطق مختلفة. انتهى الوباء بشكل غير مفاجئ بعد حوالي عامين. ولم يسجل أي آثار طبية طويلة الأمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى