مسجد سيدي شبل الأسود: جوهرة تاريخية في قلب المنوفية

أسماء صبحي

تعد محافظة المنوفية في مصر موطنًا للعديد من المواقع التاريخية والدينية التي تعكس عمق التراث الإسلامي في المنطقة. ومن أبرز هذه المعالم مسجد سيدي شبل الأسود الواقع في مدينة الشهداء. والذي يجذب الزوار والمصلين من مختلف أنحاء الجمهورية.

تاريخ مسجد سيدي شبل الأسود

ينسب الجا إلى محمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب المعروف بلقب “سيدي شبل الأسود” لشجاعته الفائقة. كما يقال إنه استشهد في معركة ضد الرومان في منطقة الدلتا عام 40 هـ ودفن في الموقع الذي بني عليه المسجد لاحقًا.

وتعود نشأة المسجد إلى العصر الفاطمي حيث تطورت عمارة المسجد على مر العصور حتى أعيد بناؤه عام 1899م. وفي عام 1925م، قامت وزارة الأوقاف بإعادة بناء المسجد وتوسيعه وتم افتتاحه في 6 ربيع الأول سنة 1927م في عهد الملك فؤاد الأول.

العمارة والتصميم

يتميز المسجد بطراز معماري فريد يعكس تطور العمارة الإسلامية عبر العصور. وتتوسطه قبة رئيسية تحيط بها قباب أصغر مع مئذنة شاهقة تظهر التأثيرات الفاطمية في تصميمها. كما يضم المسجد ضريح سيدي شبل الأسود والذي يعتبر مزارًا هامًا للزوار والمريدين. ويحتوي على نقوش وزخارف إسلامية تعكس الفن المعماري لتلك الفترة.

يعتبر المسجد مركزًا روحيًا وثقافيًا في محافظة المنوفية. ويقام فيه مولد سنوي في شهر ديسمبر حيث يتوافد الآلاف من أتباع الطرق الصوفية ومريدي آل البيت لإحياء الذكرى. كما تتضمن الاحتفالات تلاوة الأذكار، إقامة حلقات الذكر، وتقديم المديح النبوي، مما يعزز الروابط الاجتماعية والثقافية بين المشاركين.

أعمال الترميم والتطوير

شهد المسجد عدة مراحل من الترميم والتطوير للحفاظ على رونقه التاريخي. ففي عام 2021م خضع المسجد لعملية ترميم شاملة بتكلفة تقارب 8 ملايين جنيه. كما شملت تعزيز البنية التحتية وتجديد الزخارف والنقوش لضمان استمرارية دوره كمركز ديني وثقافي.

ويقول الدكتور عصام الفقي إمام وخطيب المسجد، إن مسجد سيدي شبل الأسود يعد من أهم وأكبر المساجد الأثرية في المحافظة. حيث يرجع نشأته إلى بداية القرن الحادي عشر الهجري ومر بالعديد من مراحل الترميم والتجديد حتى عام 2021. كما تم ترميم المسجد بالكامل بتكلفة ما يقرب من 8 ملايين جنيه ليعود إلى بريقه من جديد.