تاريخ ومزارات

تقطير العطور عند المصريون القدماء.. كيف تم استخدام الخامات؟

أميرة جادو

كانت الحدائق جزءًا أساسيًا في مصر القديمة، حيث كانت ملحقة بالمعابد وبقصور بعض علية القوم. وكان من المألوف أن تحتوي هذه الحدائق على أحواض للمياه مزروعة بأشجار متنوعة، مثل الجميز وأشجار الفاكهة، جنبًا إلى جنب مع أشجار النخيل والدوم والتين والرمان والخروب والمورينجا، وكانت زهور اللوتس والبردي والخشخاش وزهرة الذرة تستخدم في تنسيق باقات الزهور والأكاليل المقدمة للآلهة والأموات، وتعتبر هذه الباقات ذات أهمية خاصة، إذ كان يطلق عليها اسم “عنخ” باللغة المصرية القديمة، وهو ما يعني الحياة.

إنتاج البلاسم والزيوت عند المصريون القدماء

وبحسب ما ظهر في المتحف المصري، كانت المواد الخام المستخدمة في صناعة البلاسم والزيوت العطرية تستخرج من أزهار اللوتس وزهرة الزنبق والنباتات الأخرى. بالإضافة إلى الزيوت والدهون. كما أن هذه المواد العطرية يتم تثبيتها باستخدام مادة دهنية نباتية أو حيوانية. ما يعكس دقة وفن صناعة العطور في مصر القديمة.

العطور الفرعونية

كانت عدد من الزيوت تم استخدمها تحديدًا في صناعة العطور، مثل زيوت المورينجا والبلانوس، بفضل خصائصها التي تجعلها مثالية لهذا الغرض. وعلى الرغم من أن زيت الزيتون لم يظهر في مصر القديمة إلا في عصر الدولة الحديثة وكان استخدامه محدودًا. إلا أن الدراسات الحديثة أكدت أن زيت الكتان كان مكونًا رئيسيًا في صناعة الدهون العطرية المستخدمة في التحنيط، نظرًا لخصائصه المجففة.

استخدام الدهون الحيوانية في صناعة العطور

كما حرص المصريون القدماء على استخدام الدهون الحيوانية سواء كانت من الحيوانات المستأنسة أو البرية، علاوة على دهن البط والأوز كمادة دهنية حيوانية. على سبيل المثال، كان يتم إعداد مرهم “مدجت” باستخدام دهون سيقان الثور الأمامية. كانت هذه الدهون تحفظ لمدة سنة. ثم يتم طهيها على ثلاث مرات وتشبع بالعطور، ويتم صبغها باللون الأحمر باستخدام جذور أوركانيت لتمثيل دم المعبود ست.

تحضير العطور عند المصريون القدماء

والجدير بالذكر أنه نظرًا لأن عملية التقطير لم تكن معروفة لدى المصريين القدماء، كانت الزيوت العطرية تحضر بواسطة طريقتين رئيسيتين. الأولى هي التزهر والتي تشمل على نقع الزهور في زيت نباتي لتحميله برائحة النباتات. والطريقة الثانية هي النقع، الذي يشمل تسخين المنتج العطري داخل مادة دهنية سواء كانت نباتية أو حيوانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى