كل ما تريد معرفته عن ذكا الأعور.. آخر والي عباسي
أميرة جادو
مرت أمس ذكرى دخول القائد العباسي ذكا الأعور إلى مصر على رأس جيش أرسله الخليفة العباسي أبو الفضل جعفر المقتدر بالله لصد خطر الفاطميين عن البلاد. كانت هذه الحملة في 9 ديسمبر عام 914 ميلادية. فيما يلي تسليط للضوء على حياة وإنجازات هذا القائد العباسي.
أخر ولي عباسي
كان “ذكا الأعور”، المعروف أيضًا بـ “ذكا الرومي”، آخر ولاة الدولة العباسية على مصر. أرسله الخليفة المقتدر لتعزيز الحكم العباسي وتأمين البلاد ضد هجمات الفاطميين المتكررة. شهدت مصر عدة محاولات سابقة من الفاطميين للسيطرة عليها، ولكنها صُدت، إحداها بقيادة مؤنس الخادم والأخرى بجهود الجيش العباسي وتعاون الشعب المصري. عقب هذه الانتصارات، أرسله الخليفة المقتدر لقيادة الجهود الدفاعية في مصر.
مواجهة الفاطميين وتحصين الإسكندرية
والجدير بالإشارة أن “ذكا الأعور” بمتابعة العناصر المتعاونة مع الفاطميين واستئصالها لضمان استقرار البلاد. كما عيّن ابنه مظفر بن ذكا واليًا على الإسكندرية لتحصينها. لكن الفاطميين لم يتوقفوا، وأرسلوا جيشًا بقيادة أبو القاسم بن المهدي الذي سيطر على الإسكندرية، مما أدى إلى حالة من الفوضى والاضطراب. فقدت البلاد السيطرة على الوضع، وهرب العديد من السكان إلى الشام، حيث لقي عدد كبير منهم حتفهم أثناء الرحلة.
صمود ذكا الأعور في مواجهة التحديات
بينما كانت الفوضى تعم البلاد، حاول ذكا الأعور من مقر إقامته في الفسطاط حشد جنوده لمواجهة الفاطميين. ومع ذلك، رفض العديد منهم الخروج للقتال، مما اضطره للانطلاق بجيش محدود العدد والعدة إلى الجيزة. هدفه كان تأخير العدو وإلحاق خسائر به حتى يصل دعم إضافي من الخليفة العباسي.
سقوط الإسكندرية وتوسع الفاطميين
في سنة 306 هجرية، جهز المهدي جيشًا كبيرًا بقيادة ابنه أبو القاسم، الذي وصل إلى الإسكندرية بأسطول يضم 80 مركبًا، ونجح في السيطرة عليها في 307 هجرية. نهب الفاطميون المدينة، مما أدى إلى ذعر كبير بين سكانها. توسع الجيش الفاطمي بعد ذلك نحو الفيوم والأشمونين وجزء كبير من الصعيد.
وفاة الولي العباسي ذكا الأعور
بينما كان يسعى جاهداً لحشد قواته استعدادًا لمواجهة الفاطميين، وافته المنية في الجيزة يوم 10 سبتمبر 919 ميلادية، لتنتهي بذلك مسيرته كآخر ولاة العباسيين على مصر.