تاريخ ومزارات

سيمون بوليفار قائد حركة التحرير ضد الاستعمار الإسباني

سيمون بوليفار هو أحد أبرز الشخصيات في تاريخ أمريكا اللاتينية، فهو الذي قاد حركة التحرير ضد الاستعمار الإسباني في القرن التاسع عشر، وأسس دولة كولومبيا الكبرى التي ضمت عدة دول مثل فنزويلا والإكوادور وبيرو وبوليفيا وبنما. ولد بوليفار في عام 1783 في كاراكاس، عاصمة فنزويلا، في عائلة أرستقراطية ثرية من أصل إسباني. توفي والديه وهو صغير، فتولى عمه تربيته وتعليمه. كان أحد معلميه سيمون رودريغيز، الذي أثر فيه بفكره الليبرالي والثوري. في سن السادسة عشرة، سافر بوليفار إلى أوروبا لإكمال دراسته. وتزوج هناك من ابنة نبيل إسباني. لكنها توفيت بعد عام من الزواج بسبب الحمى الصفراء. هذا الحدث المأساوي دفع بوليفار إلى الانخراط في العمل السياسي.

من هو بوليفار 

في أوروبا، تعرف بوليفار على أفكار الفلاسفة الأوروبيين العقلانيين، مثل جون لوك وفولتير وروسو ومونتسكيو، الذين شجعوه على السعي للحرية والمساواة والديمقراطية. كما التقى بالعالم الألماني ألكسندر فون همبولت، الذي أخبره أن المستعمرات الإسبانية في أمريكا الجنوبية ناضجة للاستقلال. وفي رحلة إلى روما مع رودريغيز، تعهد بوليفار بتحرير بلاده من الهيمنة الإسبانية. كما شاهد بوليفار تتويج نابليون بونابرت كإمبراطور لفرنسا في عام 1804. واختلطت مشاعره بين الإعجاب بإنجازاته والاشمئزاز من خيانته لمبادئ الثورة الفرنسية. وقرر بوليفار أن يكون محرراً وليس حاكماً طاغياً.

عاد بوليفار إلى فنزويلا في عام 1807، وبدأ نشاطه الثوري ضد السلطة الإسبانية. التي تضعفت بعد غزو نابليون لإسبانيا في عام 1808. شارك بوليفار في إعلان استقلال فنزويلا في 5 يوليو 1811. وتولى قيادة الجيش الثوري ضد القوات الموالية لإسبانيا. وفي عام 1813. حقق بوليفار انتصارات مهمة في ما عرف بحملة الأميرال. ودخل كاراكاس محتفلاً بالنصر، ومنح لقب محرر فنزويلا. لكن الاحتفال لم يدم طويلاً، فقد هزمه الإسبان في عام 1814. واضطر للفرار إلى جزيرة كوراساو، ثم إلى جامايكا. حيث كتب رسالة مشهورة تدعو إلى تحالف بين دول أمريكا اللاتينية ضد الاستعمار الأوروبي.

حملة عسكرية طويلة ومضنية

في عام 1815، سافر بوليفار إلى هايتي، حيث حصل على دعم من الرئيس ألكسندر بيتيون. الذي شجعه على العودة إلى القتال. وفي عام 1816، عاد بوليفار إلى فنزويلا بقوة جديدة. وبدأ حملة عسكرية طويلة ومضنية، امتدت إلى كولومبيا والإكوادور وبيرو وبوليفيا، وشارك معه فيها قادة ثوريون آخرون مثل خوسيه أنطونيو بايث وأنطونيو خوسيه دي سوكري وفرانثيسكو دي ميراندا وفرانثيسكو دي باولا سانتاندير. أما عام 1819. تمكن بوليفار من تحرير كولومبيا بعد معركة بوياكا الشهيرة، وأعلن تأسيس كولومبيا الكبرى، التي انضمت إليها فنزويلا والإكوادور. وفي عام 1821. أكد بوليفار استقلال فنزويلا بعد معركة كارابوبو، وفي عام 1822. التقى بوليفار بخوسيه دي سان مارتن، محرر الأرجنتين وتشيلي، في مدينة خواكيل، واتفقا على تنسيق جهودهما لتحرير بيرو. أما  عام 1824. حقق بوليفار انتصاراً حاسماً على الإسبان في معركة أياكوتشو، وأنهى السيطرة الإسبانية على بيرو. وفي عام 1825. أعلن استقلال بوليفيا. التي سميت على اسمه تكريماً لدوره.

لم يكن بوليفار راضياً عن تحرير أمريكا اللاتينية فحسب. بل كان يحلم بإنشاء اتحاد دائم بين الدول المستقلة، يضمن الديمقراطية والتعاون والتقدم. ولهذا الغرض، دعا بوليفار إلى عقد مؤتمر باناما في عام 1826. وحضر فيه ممثلون من كولومبيا وبيرو وبوليفيا والمكسيك وغواتيمالا وسلفادور وهندوراس ونيكاراغوا وكوستاريكا. وكان هدف بوليفار هو تشكيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى