المخاوف من تكرار السيناريو العراقي في سوريا بعد سقوط النظام
المخاوف من تكرار السيناريو العراقي في سوريا بعد سقوط النظام
يشير محللون سياسيون إلى أن المشهد السياسي في سوريا يحمل ملامح مختلفة في آلياته عن التجربة العراقية قبل وبعد عام 2003، إلا أن النتيجة النهائية قد تتشابه في سقوط مدوٍّ للدولة وتداعيات خطيرة على الشعب.
العراق بعد السقوط: دروس قاسية
بعد سقوط نظام صدام حسين تحت وطأة الاحتلال الأمريكي، شهد العراق معاناة كبيرة نتيجة انهيار المؤسسات الوطنية وظهور فراغ سياسي وأمني. هذا الانهيار فتح الباب أمام تفاقم الطائفية والعنف المسلح، حيث ما زال العراقيون يدفعون ثمن تلك التداعيات حتى اليوم.
سوريا في مفترق طرق
مع إعلان سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق، بدأت مرحلة جديدة من الغموض حول مستقبل البلاد. وأثارت هذه التطورات تساؤلات حول مصير الموالين للنظام والقيادات العليا، وسط تحذيرات من أن سوريا قد تواجه سيناريو مشابهًا لما حدث في العراق، حيث تسود الفوضى ويصبح الصراع الداخلي عنوان المرحلة.
معارضة بين البناء والهدم
في سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة أن المعارضة الحقيقية هي تلك التي تعمل على النقد البناء من أجل الإصلاح، وليس عبر السلاح والهدم. وأشارت إلى أن الجماعات المسلحة، خاصة المدعومة من قوى خارجية، تسهم في دمار الدولة بدلاً من إنقاذها، مما يؤدي إلى انقسام البلاد إلى مجموعات متناحرة تخدم أجندات خارجية.
الرهان على وعي الشعب السوري
ورغم التساؤلات حول أسباب الاستسلام السريع للنظام، تراهن بعض الأطراف على وعي السوريين بضرورة الحفاظ على أمن واستقرار وطنهم. وتشير المصادر إلى أن بناء دولة آمنة ومستقرة هو الخيار الأفضل للسوريين مقارنة بمصير اللاجئين أو التشظي الذي تعاني منه دول أخرى في المنطقة.
هل يتكرر السيناريو العراقي؟
وعلى الرغم من اختلاف الطريقة التي تم بها إسقاط نظام صدام حسين عبر غزو خارجي، يتوقع مراقبون للشأن السوري أن نهاية نظام الأسد قد تتبع نمطًا مشابهًا في النتائج، ما يفتح المجال لمزيد من التداعيات المجهولة إذا لم يتم التعامل بحذر مع المرحلة الانتقالية.
بينما تواجه سوريا مستقبلًا غامضًا، تتصاعد المخاوف من تكرار مأساة العراق. ومع ذلك، يبقى الحل الأمثل في تحقيق مصالحة وطنية وحلول سياسية تضمن وحدة واستقرار البلاد بعيدًا عن التدخلات الخارجية.