قلعة المكاور: شاهدة على التاريخ والجغرافيا والدين في الأردن
أسماء صبحي
تقع قلعة المكاور، المعروفة أيضًا باسم قلعة هيرودس، جنوب غرب مدينة مأدبا في الأردن. وبنيت القلعة لأول مرة عام 90 قبل الميلاد كحصن دفاعي، ثم أعيد بناؤها لاحقًا من قبل هيرودس الكبير عام 30 قبل الميلاد. وتتميز القلعة بموقعها الاستراتيجي على قمة جبل، ما يوفر رؤية بانورامية ساحرة للمناطق المحيطة. كما ان القلعة مشهورة بكونها موقعًا له دلالات دينية وتاريخية، إذ يعتقد أنها شهدت أحداثًا مرتبطة بقصة يوحنا المعمدان.
تصميم قلعة المكاور
تتكون القلعة من بقايا أثرية تشمل أعمدة رومانية وأساسات معمارية، وقد دمرت بشكل كبير خلال الغزو الروماني عام 72 ميلادي. كما يعد الموقع اليوم وجهة سياحية شهيرة لعشاق التاريخ والطبيعة. حيث يمكن للزوار استكشاف القلعة والاستمتاع بالمناظر الخلابة لوادي الموجب والبحر الميت.
وأكد الدكتور محمد الطوالبة، خبير الآثار الأردني، أن قلعة المكاور ليست مجرد موقع أثري. بل هي بوابة لفهم تعقيدات التاريخ الإقليمي من الناحية العسكرية والدينية. زيارتها تثري تجربة الزائر بالتفاعل مع ماضٍ عريق.
مميزات القلعة
إحدى المميزات الفريدة لقلعة المكاور هي موقعها الجغرافي الذي يتيح إطلالات استثنائية. حيث يمكن للزوار رؤية البحر الميت بوضوح من الموقع، كما يمكنهم الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الممتدة إلى الأراضي الفلسطينية. كما أن هذا الموقع الاستراتيجي لم يكن فقط دفاعيًا بل أيضًا رمزًا للهيمنة والسيطرة خلال العصور القديمة. حيث ساعد على مراقبة الطرق التجارية التي كانت تمر عبر المنطقة.
تعتبر قلعة المكاور واحدة من المواقع الأثرية المرتبطة بالدين المسيحي. حيث يعتقد المؤرخون أن القلعة شهدت سجن وإعدام يوحنا المعمدان. وهذا البعد الديني يجعلها وجهة مفضلة للحجاج المسيحيين الذين يزورون الأردن، حيث تحمل أهمية روحية وتاريخية كبيرة.
كما تسعى السلطات الأردنية إلى تعزيز الاهتمام بالقلعة عبر خطط لتطوير الموقع وتحسين المرافق السياحية. وتهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على الموقع وزيادة عدد الزوار من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في تسليط الضوء على التاريخ الثقافي الغني للأردن.