هنري دونان: رائد العمل الإنساني العالمي
أسماء صبحي
هنري دونان، هو شخصية تاريخية بارزة ومؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتعود شهرته إلى جهوده الإنسانية التي بدأت خلال معركة سولفرينو عام 1859. فأثناء زيارته لساحة القتال، صدمته معاناة الجرحى، ما دفعه إلى اقتراح نظام دعم دولي لرعاية المصابين في الحروب. كما كتب كتابه “ذكرى سولفرينو” عام 1862، حيث دعا لإنشاء جمعيات تطوعية لتقديم الرعاية الطبية في أوقات الحرب.
توقيع أول اتفاقية جنيف
أسفرت جهوده عن توقيع أول اتفاقية جنيف عام 1864، التي وفرت حماية للعاملين في المجال الطبي والجرحى في الحروب. كما أسس شعار الصليب الأحمر كرمز عالمي للحياد والرعاية الصحية. وحاز دونان على جائزة نوبل للسلام عام 1901، مشيدًا بدوره في إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم.
ويقول الدكتور جون بيكر، خبير في التاريخ الإنساني: “ما أنجزه دونان لم يكن مجرد تأسيس للصليب الأحمر. بل كان حجر الأساس للعمل الإنساني الحديث الذي يعتمد على الحياد والمساعدة غير المشروطة”.
جهود هنري دونان
بعد تأسيس الصليب الأحمر، لم تقتصر جهود هنري دونان على العمل الإنساني فقط، بل ركز أيضًا على تعزيز الوعي بالقانون الدولي الإنساني. وكانت رؤيته تهدف إلى جعل الحروب أقل وحشية من خلال وضع قواعد تحمي غير المقاتلين، وهو ما ألهم صياغة اتفاقيات دولية إضافية لاحقًا، مثل اتفاقية جنيف الثانية عام 1906.
وعلى الرغم من إنجازاته العظيمة، عانى دونان من أزمات مالية واجتماعية. حيث خسر جزءًا كبيرًا من ثروته بسبب إخفاقات في مشروعاته التجارية، مما أجبره على العيش في ظروف صعبة. ومع ذلك، استمر في الدفاع عن قيمه الإنسانية بلا كلل، مما جعله قدوة في التزامه بمبادئه حتى في أصعب الظروف.
وفي أواخر حياته، استعاد المجتمع الدولي الاعتراف بمساهماته العظيمة. حيث حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1901 بالتشارك مع فريدريك باسي، ليصبح أول شخص ينال هذا الشرف. وكانت تلك الجائزة بمثابة تتويج لمسيرته وجهوده الإنسانية التي أثرت في العالم بأسره.