معن بن زائدة: القائد العادل وحامي الفقراء
أسماء صبحي
معن بن زائدة الشيباني هو واحد من أبرز القادة في التاريخ العربي الإسلامي، اشتهر بحكمته وكرمه وعدالته. عاش في العصر العباسي خلال القرن الثاني الهجري، حيث كان واليًا على العراق تحت حكم الخليفة أبي جعفر المنصور. وتميز معن بن زائدة بحنكته السياسية وإدارته الرشيدة. فضلاً عن مواقفه الإنسانية التي جعلت منه شخصية محبوبة لدى العامة والخاصة.
شخصية معن بن زائدة
برزت شخصية معن بن زائدة في فترة عرفت بالاضطرابات السياسية. حيث استطاع الحفاظ على استقرار العراق بفضل سياساته المتوازنة. وكان مثالًا في العدل بين الناس، حتى أصبح يضرب به المثل في النزاهة وحسن الإدارة. وقد عرف عنه تسامحه وكرمه الشديد، حيث كان يوزع المال على الفقراء بسخاء.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد الجابري، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة بغداد، إن ما يميز معن هو قدرته على كسب احترام الجميع، سواءً كانوا من الطبقة الحاكمة أو العامة. وأضاف أن شخصيته تجسد القائد الذي يوازن بين الحزم في الإدارة والرحمة في التعامل مع شعبه.
ملتقى العلماء والمثقفين
إلى جانب إدارته السياسية المميزة، اشتهر معن بحبه للأدب والشعر، حيث كان يشجع الأدباء والشعراء في مجلسه. وكان مجلسه يعرف بأنه ملتقى للعلماء والمثقفين، مما ساهم في ازدهار الحركة الثقافية في العراق خلال عصره. وكانت شخصيته المتواضعة تضفي طابعًا مميزًا على أسلوب قيادته، إذ كان قريبًا من الناس ويستمع إلى مطالبهم بشكل مباشر.
ورغم التحديات والصعوبات التي واجهها في حياته، من محاولات الاغتيال إلى المؤامرات السياسية المسن. ظل معن رمزًا للقيادة العادلة والخدمة العامة. وتمثل شخصيته اليوم درسًا خالدًا في كيفية توازن القائد بين الحزم والإحسان، مما يجعله مثالاً يحتذى به في القيادة الحكيمة والعادلة.