الفضل بن سهل: الوزير الذي أدار الدولة بحكمة
أسماء صبحي
الفضل بن سهل، المعروف بـ”ذي الرياستين”، هو شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي خلال العصر العباسي. ولد في خراسان لعائلة فارسية مجوسية، لكنه اعتنق الإسلام في شبابه. ليصبح أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في الدولة العباسية.
اشتهر بحنكته السياسية والإدارية، ولقب بـ”ذي الرياستين” بسبب توليه وزارتين مهمتين: وزارة الحرب ووزارة الخراج، مما جعله يدير شؤون الدولة بشكل شامل.
دور الفضل بن سهل في الحكم
برز دور الفضل بن سهل خلال حكم الخليفة المأمون، إذ كان المستشار المقرب له. وكان له الفضل في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في الدولة، خاصة أثناء الصراع بين المأمون وأخيه الأمين على الخلافة. وتولى قيادة الحملات العسكرية والإشراف على الإدارة المالية للدولة، حيث ساهم في زيادة الإيرادات وتنظيم الضرائب.
ومن جهته، أشار الدكتور يوسف السعد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة بغداد، إلى أن الفضل كان عقلية إدارية فذة. نجح في توظيف قدراته لتحويل الأزمات إلى فرص.
وأضاف أن الفضل كان شخصية ذات رؤية ثقافية عميقة، حيث ساهم في تعزيز الحركة الفكرية في العصر العباسي. وكان له دور كبير في تشجيع الفلاسفة والعلماء والمترجمين، وساهم في تأسيس مناخ فكري زاخر بالإنتاج العلمي. كما ينسب إليه دعم ترجمات نصوص أرسطو وأفلاطون، مما أتاح للأمة الإسلامية الاطلاع على العلوم الفلسفية الغربية.
تقشفه وزهده
على المستوى الشخصي، كان الفضل معروفًا بزهده وتقشفه رغم المناصب التي شغلها. وكان يدير أمور الدولة بحزم وعدالة، مما أكسبه احترام العامة والخاصة. وقد وصفه المؤرخ الطبري بأنه “رجل الدولة الذي جمع بين الحكمة السياسية والأمانة الإدارية”.
ويظل الفضل بن سهل مثالًا على القيادة الحكيمة والتفاني في خدمة الدولة الإسلامية. وشخصية تستحق المزيد من الدراسة لفهم إسهامها في بناء الحضارة العباسية.