قلعة قايتباي: شاهد على تطور العمارة العسكرية في العصور المملوكية
أسماء صبحي
تعد قلعة قايتباي في مدينة رشيد واحدة من أبرز المعالم التاريخية في مصر. وهي شاهد حي على تطور العمارة العسكرية في العصور المملوكية. بنيت القلعة في القرن الخامس عشر الميلادي في عهد السلطان الأشرف قايتباي بهدف الدفاع عن البوابة الشمالية لمصر وحماية مصب نهر النيل من الغزوات البحرية.
تاريخ قلعة قايتباي
تم إنشاء قلعة قايتباي عام 1479م بعد نجاح السلطان قايتباي في استعادة رشيد من البرتغاليين، الذين حاولوا غزو المنطقة خلال رحلاتهم البحرية. كما شيدت القلعة على الطراز المملوكي باستخدام الأحجار الجيرية المحلية والطوب الأحمر. وتضم أبراجًا دفاعية وأسوارًا سميكة صممت لتتحمل القذائف والمدافع التي كانت تُستخدم في الحروب آنذاك.
وكانت القلعة جزءًا من سلسلة التحصينات المملوكية التي بنيت للدفاع عن مصر من الهجمات البحرية القادمة من البحر الأبيض المتوسط. كما ساعدت القلعة بفضل موقعها الاستراتيجي في تأمين الممرات المائية ومنع أي تسلل بحري إلى الداخل المصري.
وحول أهمية القلعة، قال الدكتور أحمد مصطفى رشيد، الباحث في التاريخ الإسلامي: “قلعة قايتباي برشيد ليست مجرد مبنى عسكري. بل هي رمز لصمود المصريين في وجه الأطماع الخارجية. كما أن دراسة القلعة تتيح لنا فهم تطور العمارة العسكرية المملوكية وأهمية التحصينات في حماية الهوية الوطنية”.
القلعة في العصر الحديث
تعرضت القلعة للإهمال على مر العصور، لكن في السنوات الأخيرة. حيث بدأت وزارة السياحة والآثار المصرية مشروعًا لترميمها وإعادة تأهيلها كمعلم سياحي. والآن، القلعة مفتوحة للزوار الذين يمكنهم استكشاف أبراجها وأروقتها والاستمتاع بإطلالاتها الساحرة على نهر النيل والبحر الأبيض المتوسط. وعن أهم معالم القلعة، فقد جاءت كالتالي:
- الأبراج الدفاعية: توفر رؤية شاملة للمنطقة المحيطة وكانت تستخدم لإطلاق القذائف.
- الأسوار المزدوجة: تظهر عبقرية المماليك في تعزيز الدفاعات.
- المدخل الرئيسي: يعد تحفة معمارية مزخرفة بالنقوش الإسلامية.