أم عطية السيناوية: رمز القوة والحكمة في المجتمعات القبلية
أسماء صبحي
برزت المرأة السيناوية عبر التاريخ كرمز للشجاعة والحكمة، حيث لعبت أدوارًا محورية في الحفاظ على التراث القبلي ودعم مجتمعها في مواجهة التحديات. ومن بين الشخصيات النسائية البارزة، تبرز أم عطية السيناوية، وهي شخصية ملهمة تمثل دور المرأة القبلية في شمال سيناء. حيث ارتبط اسمها بالقيادة الاجتماعية والصلابة في الظروف الصعبة.
دور أم عطية السيناوية في المجتمع
كانت أم عطية تعرف بين قبائل سيناء بكونها قائدة غير رسمية، تسعى لحل النزاعات وتعزيز الوحدة بين القبائل. وكانت تتمتع بحكمة أهلتها لتكون مصدر استشارة في الأمور القبلية والاجتماعية.
ولم يكن دورها يقتصر على المهام التقليدية للمرأة. بل كانت تشارك في تنظيم المجالس القبلية والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تخص المجتمع.
كما عرفت بمهارتها في الطب الشعبي، حيث كانت تقدم العلاج بالأعشاب والعلاجات التقليدية لأبناء مجتمعها، مما جعلها محط احترام وتقدير الجميع. كما كانت تساهم في نقل المعرفة الثقافية والتراثية للأجيال الشابة. مع الحفاظ على عادات وتقاليد مجتمعها القبلي.
دورها في النضال الوطني
لعبت أم عطية دورًا بارزًا خلال فترات الاحتلال الإسرائيلي لسيناء. حيث ساهمت في دعم المقاومة الشعبية من خلال تقديم المساعدة اللوجستية والتموين. وقد كانت واحدة من النساء اللواتي عملن بصمت في نقل الرسائل بين أفراد المقاومة، مما جعلها رمزًا للنضال في سيناء.
ومن جهته، قال الدكتور محمد عبد الله السيناوي، الباحث المتخصص في شؤون سيناء: “أم عطية السيناوية تمثل الصورة الحقيقية للمرأة القوية في المجتمعات القبلية. إن مساهماتها الاجتماعية والوطنية تبرز دور المرأة كركيزة أساسية في الحفاظ على التراث ودعم مجتمعها. وقصتها تعد نموذجًا ملهمًا للأجيال القادمة”.
وتابع: “أم عطية ليست مجرد شخصية نسائية في التاريخ. بل هي رمز للمرأة القوية التي تتجاوز أدوارها التقليدية لتكون عنصرًا مؤثرًا في مجتمعها. وإرثها من الحكمة والعمل الجاد يبقى مصدر إلهام لكل من يؤمن بدور المرأة في بناء المجتمعات القبلية والمحافظة على هويتها الأصيلة”.