منوعات

سمية بنت الخياط: أول شهيدة في الإسلام وقصة صمود لا تُنسى

 

ليس صحيحًا ما يُقال عن المرأة في صدر الإسلام بأنها لم تخرج إلا ثلاث مرات: من بطن أمها إلى الدنيا، ومن دار أبيها إلى بيت الزوجية، ومن بيت زوجها إلى القبر. من يقول هذا فهو مخطئ وظالم، لأن الإسلام أعطى المرأة مكانة عظيمة، وحققت النساء في ظله إنجازات عظيمة وشاركن في مختلف المجالات، ومنها الجهاد في سبيل الله. وكما قال تعالى:

“فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖ…” (آل عمران: 195).

هذه الآية أكبر دليل على المساواة بين الرجل والمرأة في الأجر والمكانة عند الله، بما في ذلك ميادين الجهاد. ومن أبرز النساء المجاهدات في الإسلام “سمية بنت الخياط”، أول شهيدة في الإسلام.

نسبها ودورها في الإسلام:
سمية بنت خياط، أم عمار بن ياسر، كانت من أوائل من اعتنقوا الإسلام في مكة، ضمن أول سبعة أسلموا بعد النبي ﷺ. عانت أشد أنواع التعذيب على يد المشركين، لكنها ظلت ثابتة على دينها ولم تتزحزح. كانت أَمَةً لأبي حذيفة بن المغيرة الذي أعتق ابنها عمار بعد زواجها من ياسر بن عامر.

 

صبرها وثباتها
تعرضت سمية وعائلتها لتعذيب شديد من قريش بسبب إيمانهم، حتى أُجبرت على أن تحتمل صنوف العذاب، ولكنها صبرت محتسبة أجرها عند الله. ورد أن النبي ﷺ مرّ على آل ياسر وهم يُعذّبون وقال: **”صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة.”**

 

استشهادها
نالت سمية الشهادة على يد”أبي جهل”، الذي طعنها بحربة أثناء تعذيبها، لتكون أول شهيدة في الإسلام. كانت عجوزًا فقيرة، لكنها قوية بإيمانها، وقد بذلت حياتها في سبيل الله.
أما قاتلها، “أبو جهل”، فقد قُتل في معركة بدر على يد ابني عفراء وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، ليكون عقابه في الدنيا قبل الآخرة.

سمية بنت الخياط ليست فقط رمزًا للصبر والثبات، بل هي قدوة للنساء المسلمات في قوة الإيمان وتحمّل الشدائد. إنها شاهدة على أن الإسلام كرّم المرأة ومنحها أدوارًا ريادية في تاريخ الأمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى