تعرف على أول من شيدت مستشفى ميداني في الغزوات الإسلامية
من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، يظهر بوضوح تكريم الإسلام للرجل والمرأة على حد سواء، ودعوتهما للعمل دون تمييز، مع منح المرأة الحرية الكاملة في التصرف بمالها واختيار العمل المناسب الذي يتوافق مع أحكام الشريعة.
وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”، كما جاء في الحديث النبوي الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ”.
مهنة الطب
عملت العديد من النساء في الطب منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث احتلّ الطب مكانة مهمة في الإسلام، وشجّع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه على التداوي، مما أرسى أهمية العلوم الطبية إلى جانب علوم الدين. وأبدع المسلمون في هذا المجال حتى أن التاريخ الإسلامي سجل أسماء أطباء بارزين، وكذلك طبيبات مسلمات لعبن دورًا فاعلًا، رغم قلة ذكرهن في المصادر التاريخية. ومن هنا، تأتي أهمية تسليط الضوء على إسهامات هؤلاء الطبيبات.
أول ممرضة في الإسلام
تعتبر رفيدة بنت سعد الأنصاري رائدة في مجال التمريض، وصاحبة أول خيمة طبية ميدانية في الإسلام. وُلدت رفيدة في المدينة المنورة، وتعلمت الطب على يد والدها سعد الأسلمي، مما دفعها لاحتراف مداواة المرضى. كانت رفيدة من أوائل من بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته، وساهمت في غزوتي الخندق وخيبر من خلال خيمتها الطبية التي أقامتها لرعاية الجرحى، وقد منحها النبي مكانًا في المسجد النبوي لتقديم الرعاية الطبية، لتكون بذلك خيمتها أول مستشفى ميداني في الإسلام.
حصتها من الغنائم
أثناء غزوة خيبر، طلبت رفيدة من الرسول الإذن بالمشاركة لعلاج الجرحى، فوافق النبي، وعملت بجد حتى منحها نصيبًا من الغنائم يعادل نصيب المحاربين، تكريمًا لخدماتها الطبية. كما أشار النبي إلى علاج الصحابي الجليل سعد بن معاذ في خيمة رفيدة بعد إصابته في غزوة الخندق، حيث قامت بمعالجته ورعايته مع زميلاتها.
ورغم أن التاريخ لم ينصف هؤلاء الطبيبات، فإن رفيدة الأسلمية كانت نموذجًا للمرأة المسلمة التي اقتحمت مجال الطب والتمريض بشجاعة، ودرّبت نساءً أخريات حتى امتهنت سبع منهن الطب والتمريض في عصر الرسول والصحابة، لتتبع خطاها وتسير على نهجها.