الأمم المتحدة تحذر: قادة العالم أمام مسؤولية تاريخية لتمويل المناخ
حذرت الأمم المتحدة من أن قادة أكبر اقتصادات العالم، المجتمعين في “ريو دي جانيرو” يوم الاثنين، يتحملون مسؤولية كبرى في التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل المناخ لصالح الدول الفقيرة. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن أي فشل في هذا المجال قد يؤدي إلى “كارثة اقتصادية” نتيجة تفاقم تداعيات تغير المناخ.
قمة مجموعة العشرين
تُعقد قمة مجموعة العشرين في البرازيل على مدار يومين، وسط غياب توافق بين الدول الأعضاء حول توفير التمويل اللازم لمساعدة الدول النامية على خفض الانبعاثات الكربونية والتكيف مع الظواهر المناخية المتطرفة. التقديرات تشير إلى أن هذه الدول تحتاج إلى “2.4 تريليون دولار سنويًا” لتحقيق أهداف اتفاق باريس، منها تريليون دولار يجب أن تأتي من تمويل خارجي عبر القطاع الخاص، وبنوك التنمية، والمساعدات الدولية.
تأمل الدول الفقيرة، من خلال مفاوضات مؤتمر الأطراف الـ29 المنعقد في **باكو، أذربيجان**، التوصل إلى تسوية مالية تضمن توفير تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2030.
دعا “سيمون ستيل”، رئيس المناخ في الأمم المتحدة، قادة مجموعة العشرين إلى التحرك الفوري، مؤكدًا أن أزمة المناخ باتت “تهديدًا وجوديًا” للاقتصادات الكبرى. وأوضح أن التأثيرات المناخية تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية، وارتفاع التضخم، وانعدام الأمن الغذائي.
كما طالب بضرورة تخفيف أعباء الديون عن الدول الفقيرة، إذ إن ديونها المرتفعة تعيق اتخاذ خطوات فعالة لمواجهة أزمة المناخ.
انتقادات لاختيار موقع مؤتمر الأطراف
تعرض مؤتمر الأطراف في باكو لانتقادات واسعة بسبب اعتماد الاقتصاد الأذربيجاني على صادرات الوقود الأحفوري. واعتبر بعض خبراء المناخ أن استضافة مثل هذه الدول للمؤتمرات المناخية يضعف مصداقية الجهود المبذولة للتحول إلى الطاقة النظيفة.
الرئيس الأذربيجاني “إلهام علييف” أثار الجدل بقوله إن الوقود الأحفوري هو “هدية من الله”، في تصريح يتعارض مع الجهود الدولية للحد من الانبعاثات وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
غياب زعماء بارزين عن القمة
لم يحضر سوى عدد قليل من قادة مجموعة العشرين مؤتمر المناخ في باكو، أبرزهم رئيس الوزراء البريطاني “كير ستارم”، ورئيسة الوزراء الإيطالية “جورجيا ميلوني”، والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”. أما غالبية القادة فاكتفوا بإرسال وزراء أو ممثلين رفيعي المستوى، مما يثير تساؤلات حول جدية الالتزام العالمي بمواجهة أزمة المناخ.
مع تصاعد الانتقادات والمخاوف، تبدو الحاجة ملحّة لالتزام دولي جماعي لإنقاذ كوكب الأرض، خاصة في ظل تحذيرات من أن تأخير اتخاذ إجراءات حاسمة سيكلف البشرية مستقبلها الاقتصادي والبيئي.