حوارات و تقارير

خبراء يناقشون قرار استرداد التابلت: خطوة لتقليل الإهدار المالي أم عبء إضافي على أولياء الأمور؟

أسماء صبحي 

في خطوة تهدف إلى تقليل الهدر المالي وتحسين إدارة الموارد التعليمية، أصدر وزير التربية والتعليم، محمد عبداللطيف، قرارًا وزاريًا يقضي بأن يكون جهاز التابلت الذي يسلم لطلاب المرحلة الثانوية عهدة شخصية تستردها المدرسة عند انتهاء الطلاب من المرحلة.

وأكد القرار على ضرورة تقديم شهادة صادرة عن الوكيل المعتمد تفيد بصلاحية الجهاز ومرفقاته للتشغيل عند إرجاعه، وأن الإدارة التعليمية لن تقبل الجهاز إلا بموجب هذه الشهادة.

كما أشارت الوزارة إلى أن المستلمين يتحملون المسؤولية الكاملة في حال فقدان الجهاز أو تعرضه لأعطال تخرجه من الضمان قبل انتهاء فترة الضمان، ويتوجب عليهم دفع قيمة الجهاز شاملة جميع التكاليف الإدارية التي تكبدتها الوزارة.

وتتم هذه العملية وفقًا للقيمة الدفترية، مع توفير جهاز بديل للطالب لاستكمال المرحلة الثانوية. وأوضحت الوزارة أن هذه القاعدة لا تشمل طلاب المنازل، والخدمات، والمدارس الخاصة.

معاملة التابلت كأداة تعليمية

بدوره، أشار حازم حامد، رئيس اتحاد معلمي مصر، إلى أهمية هذا القرار الذي طال انتظاره، مشيرًا إلى ضرورة معاملة التابلت كأداة تعليمية بدلاً من كونه ملكية شخصية، وأوضح أن هذه الخطوة ستساعد في تحسين استغلال التكنولوجيا في التعليم وتقليل الإهدار المالي الناتج عن بيع الطلاب لأجهزتهم أو استخدامها بطرق غير مناسبة.

وأضاف حامد، أن الحل الأمثل لمن يرغب في الاحتفاظ بالتابلت هو دفع قيمته الكاملة، مما سيساهم في تقليل الخسائر وضمان الاستخدام الأمثل له، مع ضرورة تطبيق نظام تأمين على الأجهزة مقابل رسوم رمزية لحمايتها من التلف.

واقترح حامد، أن يكون بإمكان المدارس الخاصة شراء الأجهزة بكامل قيمتها، ما سيساعد في تنظيم الموارد وضمان الاستخدام الصحيح للأجهزة.

يخفف من الأعباء المالية

من ناحية أخرى، أوضح الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن القرار حظي بدعم واسع لأنه يخفف من الأعباء المالية الكبيرة، حيث تتجاوز تكلفة أجهزة التابلت 7 مليارات جنيه سنويًا، وأشار إلى أن تكلفة التابلت الواحد تقارب 10 آلاف جنيه، وهو مبلغ يفوق بكثير مصروفات الطالب التعليمية طوال فترة دراسته.

وأوضح شوقي، أن هناك بعض الطلاب لا يستفيدون من التابلت بشكل كامل، بل يلجأون إلى بيعه أو إهماله بعد انتهاء دراستهم، خاصة وأن العديد منهم يمتلكون بالفعل أجهزة حديثة، مما يجعل التابلت أقل أهمية.

وأوضح أن بعض الطلاب يستخدمون التابلت كوسيلة للغش في الامتحانات، مما يفقده قيمته كأداة تعليمية، كما أن الاعتماد على الامتحانات الإلكترونية لا يزال محدودًا في مصر، ما يقلل من أهمية التابلت في النظام التعليمي، لافتا إلى أن الطلاب يميلون غالبًا إلى التعامل مع المواد الورقية على الرغم من توفرها إلكترونيًا.

سلبيات القرار

ورغم إيجابيات القرار، أشار شوقي إلى بعض السلبيات المحتملة، مثل الخوف من التلف وما قد يترتب عليه من أعباء مالية على الطلاب، إلى جانب حاجة بعضهم لاستخدام التابلت في الجامعة نظرًا للاعتماد المتزايد على الأجهزة الإلكترونية، وطالب بتوفير بدائل مثل الامتحانات الورقية في حال واجه الطلاب مشكلات تقنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى