خبراء: قرار قمة الرياض لتجميد عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة خطوة استراتيجية لضمان السلم الدولي
أسماء صبحي
أشاد عدد من الخبراء بأهمية قرار “قمة الرياض” الذي يهدف إلى بدء تحركات دولية لتجميد عضوية إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة والكيانات التابعة لها، نظراً لانتهاكها لميثاق الأمم المتحدة وتهديدها للسلم والأمن الدوليين، وأكدوا أن تنفيذ هذا القرار سيكون له تأثير كبير في زيادة الضغط على إسرائيل.
في البيان الختامي للقمة العربية والإسلامية الطارئة التي عُقدت في الرياض، اتفق القادة على أهمية تعبئة الدعم الدولي لتعليق مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة والكيانات المرتبطة بها، مع دعوة جميع الدول إلى وقف تصدير أو نقل الأسلحة والذخائر إليها.
تعزيز مبادرة السلام
من جانبه، أوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن انعقاد القمة جاء في توقيت حساس وسط تغييرات سياسية عالمية، مثل انتخاب رئيس أمريكي جديد يسعى لتعزيز مبادرة السلام الإبراهيمي، وأشار إلى أن القمة تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز الاستعدادات العربية والإسلامية والتركيز على المستقبل بدلاً من الانشغال بالماضي.
وأضاف الرقب، أن التطبيع مع إسرائيل غير ممكن قبل تحقيق الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن العديد من كلمات القادة أكدت ضرورة مراجعة اتفاقيات السلام، رغم أن تنفيذ ذلك قد لا يكون واقعياً بسبب عدم توافق الدول.
ورأى أن الحديث الواضح عن استحالة تحقيق السلام دون إقامة دولة فلسطينية هو خطوة إيجابية، إلى جانب الدعوات لوقف نقل السلاح إلى إسرائيل.
وأشار الرقب إلى أن التحرك العربي داخل الأمم المتحدة لتعليق عضوية إسرائيل، كما ذكره الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، هو خطوة محورية تهدف إلى إلزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية.
ولفت إلى أن هذا التحرك لا يقتصر على العدوان في غزة، بل يشمل رفض إسرائيل التعاون مع مؤسسات دولية مثل وكالة “أونروا”، ما يتعارض مع القانون الدولي.
وأوضح الرقب أن تعليق عضوية دولة في الجمعية العامة لا يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن، على عكس قرار الطرد الذي يتطلب قرارًا منه، مما يجعل خطوة تعليق العضوية ممكنة إذا حشدت الجهود الكافية داخل الجمعية العامة.
قرارت قمة الرياض
وفي سياق متصل، صرح الدكتور محمد حربي، الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن جامعة الدول العربية أصدرت عدة قرارات خلال القمة تدين الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد فلسطين ولبنان وتحث مجلس الأمن على اتخاذ إجراءات لوقفها، وتضمنت هذه القرارات المطالبة بحشد الدعم الدولي لتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة بسبب انتهاكاتها الواضحة لميثاق المنظمة.
وأكد حربي، أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تحالفات واسعة داخل الجمعية العامة للضغط على مجلس الأمن من أجل إصدار التوصية بتجميد عضوية إسرائيل، وأشار إلى أن هذا التحرك يجب أن يستند إلى الوثائق الصادرة عن الهيئات الدولية مثل محكمة العدل الدولية ووكالة “أونروا” ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، التي سجلت الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والمناطق الأخرى.
ولفت إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يتيح للدول المحبة للسلام الانضمام بشرط احترام الميثاق وتنفيذ التزاماتها، بينما يمكن للجمعية العامة تعليق عضوية دولة بناءً على توصية من مجلس الأمن إذا أخلت بهذه الالتزامات.