نور الدولة دبيس: الملك الجواد الذي سقط ضحية دسائس السلاجقة في العراق
يعتبر نور الدولة دبيس بن سيف الدولة بن صدقة، المعروف بملك العرب وصاحب الحلة المزيدية، أحد أبرز قادة عصره وأحد أبناء بيت كبير يشتهر بالكرم والمعرفة بالأدب والشعر. تمكن دبيس من تعزيز نفوذه بشكل واسع في عهد الخليفة المسترشد بالله، حيث استطاع السيطرة على مساحات شاسعة من العراق، مما جعله يحظى بمكانة قوية وحضور مميز في الساحة السياسية.
كانت علاقة دبيس بالسلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي متقلبة ومعقدة، فبينما كان السلطان يقيم في المراغة بأذربيجان ويستضيف الخليفة المسترشد بالله، تآمر السلطان مع مجموعة من الباطنية لاغتيال الخليفة المسترشد بهدف التخلص من نفوذه. وبالفعل تم اغتيال الخليفة داخل خيمته يوم الخميس، ليخشى السلطان من أن يُكشف دوره في الجريمة. فقرر إلقاء الشبهة على نور الدولة دبيس.
جاء دبيس إلى مجلس السلطان على باب خيمته دون أن يدرك ما يُخطط له، وحين جلس في انتظار مقابلة السلطان، جاء أحد مماليك السلطان من خلفه ووجه ضربة قاسية إلى رأسه أودت بحياته. وأعلن السلطان حينها أن ما فعله كان بدافع الانتقام للخليفة المسترشد، محاولاً تبرئة نفسه من التورط المباشر، وبذلك أسدل الستار على حياة ملك كريم وقائد عظيم بعد شهر واحد من مقتل الخليفة.