أكتوبر.. ملحمة خالدة ودرس لا ينسى في بناء الجمهورية الجديدة
رغم مرور 51 عامًا على نصر أكتوبر العظيم، إلا أن الفخر والعزة لا يزالان نابضين في قلوب كل المصريين. هذه الذكرى المجيدة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة ظروفًا سياسية غير مستقرة، لتؤكد قوة الجيش المصري وصلابته في مواجهة أي تهديدات تمس أمن الوطن واستقراره. وكما أشار الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، فإن هذا الظرف الحساس برهن على تلاحم الشعب المصري مع جيشه وقيادته، لدحر كل المؤامرات التي تسعى إلى زج مصر في صراعات المنطقة.
أرض سيناء، التي كانت مسرحًا لمعركة استرداد الكرامة، تحظى اليوم بمكانة استثنائية. فمنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة البلاد، تحولت سيناء إلى مركز حيوي للتنمية والاستثمار. بفضل الاستراتيجية القومية لتنمية سيناء، شهدت المنطقة تنفيذ مشروعات عملاقة مثل إنشاء الأنفاق تحت قناة السويس وربطها ببقية محافظات مصر، وتطوير موانئها، ما جعلها مركزًا عالميًا على خريطة التجارة الدولية، وخاصة ميناء شرق بورسعيد الذي احتل المركز العاشر عالميًا في مؤشر البنك الدولي لأداء الموانئ.
وبالإضافة إلى هذا، تحولت سيناء إلى واحة للاستثمارات والصناعة، بفضل مليارات الجنيهات التي ضختها الدولة، ليصبح المواطن السيناوي جزءًا من هذه التنمية المستدامة التي حولت المنطقة إلى واحة اقتصادية متكاملة. هذا الاهتمام الكبير بسيناء يعكس عزم القيادة على تحويلها إلى منطقة جاذبة للاستثمار والإنتاج، مما يساهم في بناء اقتصاد وطني قوي.
من جانبه، أكد النائب نادر يوسف نسيم، وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، أن نصر أكتوبر يظل رمزًا خالدًا في ذاكرة المصريين، حيث استعاد الجيش المصري كرامة الشعب وعزته عبر عبور خط بارليف الذي كان يُعد حصنًا منيعًا، مسجلًا صفحة ناصعة في تاريخ العسكرية المصرية. وأشار إلى أن ملحمة أكتوبر ليست مجرد ذكرى، بل هي درس يتناقله الأجيال ليبقى نصر أكتوبر مشعلاً يهتدي به الجميع.
ومع مرور السنوات، أصبحت ذكرى أكتوبر رمزًا للاستلهام في مواجهة التحديات الراهنة. فمصر اليوم تقف على أعتاب “الجمهورية الجديدة” وهي تخوض معركة التنمية والبناء، حيث تستلهم روح أكتوبر في تحقيق هذا الحلم الوطني الكبير. ويأتي توقيع مشروع “رأس الحكمة” بين مصر والإمارات كدليل على أن مصر تحت قيادة الرئيس السيسي تجاوزت مرحلة الحرب والإرهاب، وبدأت معركة جديدة من أجل التنمية والتعمير.
وفي نفس السياق، أشاد شريف النسيري، عضو هيئة مكتب أمانة العلاقات الخارجية بحزب مستقبل وطن، بكلمة الرئيس السيسي بمناسبة الذكرى الـ51 لنصر أكتوبر، مشيرًا إلى أنها حملت رسائل قوية للشعب المصري وللعالم بأسره حول عظمة هذا النصر الذي لا يزال يدرس في الجامعات العسكرية الكبرى. وأكد أن هذا النصر كان حجر الأساس لبدء أكبر عملية تنمية شهدتها مصر في تاريخها الحديث، مع تحقيق أهداف الجمهورية الجديدة التي تعتمد على الوحدة الوطنية وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة.
يظل نصر أكتوبر ملحمة خالدة في الذاكرة الوطنية، ورسالة للعالم بقوة مصر وجيشها وقدرته على مواجهة كل التحديات، ليظل هذا النصر رمزًا للفداء والعزة، ومحفزًا للأجيال القادمة لتحقيق المزيد من الانتصارات.