تفجيرات لبنان: تحليلات حول رد فعل حزب الله المتوقع
أسماء صبحي
يعتقد الخبراء والمحللون السياسيون أن صورة “حزب الله” قد تأثرت بشكل كبير أمام أنصاره بعد الهجوم الذي استهدف أجهزة الاتصال الخاصة بالعناصر التابعة له. مما أسفر عن مقتل 37 شخصًا وإصابة حوالي ثلاثة آلاف آخرين.
تداعيات تفجيرات لبنان
وأوضح المحللون أن الأيام القادمة قد تشهد رد فعل مختلف من “حزب الله”. مشيرين إلى أن الضربة الأخيرة تتطلب منه اتخاذ إجراءات لاستعادة صورته بعد التراجع الذي لحق بها. والذي بدأ بعد اغتيال القيادي فؤاد شكر، وتواصل بعد التفجيرات التي استهدفت أجهزة “البيجر” و”آيكوم”.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، أيمن براسنة، أن عملية “البيجر” قد أحرجت الحزب، مرجحًا إمكانية تنسيق رد مع إيران. وأوضح براسنة أن “حزب الله” قد يتأنى في الرد بهدف تقييم تفاصيل الهجوم الذي استهدف عناصره في مناطق مختلفة من بيروت وليس فقط في الضاحية الجنوبية.
وتوقع براسنة أن حادثة “البيجر” لن تدفع الحزب إلى تقليص نشاطاته الهجومية ضد المستوطنات الشمالية، بل على العكس، قد تدفعه إلى التصعيد. وأشار إلى إمكانية إجبار الجيش الإسرائيلي على القيام بعملية برية في لبنان.
مشاورات مع إيران
ورأى الباحث في الشؤون السياسية، بلال العضايلة، أن الحادثة تشعر أنصار الحزب بالإحباط، مشيرًا إلى أن القيادة تدرك ضرورة الرد لتجنب هزيمة استراتيجية. واعتبر العضايلة أن الحادثة تظهر كسر قواعد الاشتباك المعتادة، مما يتطلب ردًا يتناسب مع الاعتداءات الإسرائيلية.
وتوقع العضايلة أن يكون رد الحزب من خلال استخدام القنابل الكهرومغناطيسية، التي أشير إلى أنها جاءت من الحرس الثوري الإيراني. وإذا تحقق ذلك، فقد يؤدي إلى رد إسرائيلي مماثل، مما يخلق حلقة من التصعيد المتبادل في المنطقة.
واستبعد العضايلة أن يكون هناك رد إيراني مباشر، مشيرًا إلى أن الرد سيكون فرديًا من خلال “حزب الله” وبعض أذرع إيران في العراق وسوريا واليمن. واعتبر أن هذا الانتقام المنظم قد يعيد صورة الردع إلى الأذهان دون الانزلاق إلى صراع شامل.
الصورة العامة للحزب
فيما أوضح الكاتب والمحلل السياسي رياض منصور، أن “حزب الله” قد تلقى ضربة مؤلمة أثرت على صورته بين أنصاره وكشفت عن ضعف منظومته الأمنية. وأشار إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذه العملية إلى الدخول في حرب برية. مما قد يؤدي إلى إجلاء السكان في المناطق الشمالية تمهيدًا لعملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان للسيطرة على نهر الليطاني.
ونوه منصور إلى أن ما حدث سيجبر “حزب الله” على الرد بشكل قريب، بالتنسيق مع إيران. على أن يكون الرد عبر إطلاق مزيد من الصواريخ على إسرائيل، أو من خلال استهداف منشآت السيطرة والتحكم العسكرية الإسرائيلية.