تاريخ ومزاراتحوارات و تقارير

البداية كانت من أكثر من 900 عام.. تاريخ “العيدية” في العصر الفاطمي والمملوكي 

أميرة جادو 

تعتبر “العيدية” من الذكريات المحفورة في أذهان الجميع والتي ترتبط بأول أيام عيد الفطر، تلك الأموال التي نجمعها في طفولتنا من كل أفراد العائلة، لنصرفها خلال أيام العيد في الحلويات والبمب والمراجيح، ولكن قد لا يعلم الكثيرين أن “العيدية لها تاريخ وأصل من أكثر من 900 عام.

تاريخ العيدية 

وفي هذا الإطار، كشف الخبير الأثري، الدكتور “خالد سعد”، أن “العيدية”، هي كلمة عربية تنسي إلى الاحتفال بالعيد ومعناها العطاء أو العطف. وهو مصطلح أطلقه الناس علي كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود فى موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف. وكانت تعرف في دفاتر الدواوين بالرسوم. ويطلق عليها التوسعة فى وثائق الوقف.

البداية في العصر الفاطمي

كما لفت الدكتور “سعد”، إلى أن “العيدية” موجودة في مصر منذ العصر الفاطمى. حيث كانت توزع مع كسوة العيد خارجًا عما كان يوزع على الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية. وعندما كان الرعية يذهبون إلى قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلى أحد أبواب قصر الخلافة.  وقد أخذت العيدية الشكل الرسمى فى عصر المماليك.

العيدية في العصر المملوكي

وأوضح “سعد”، أن هذه العادة ترجع إلى العصر المملوكي وكان اسمها “الجامكية” وتم تحريفها إلى كلمة العيدية. وكان السلطان المملوكى يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الأمراء وكبار رجال الجيش. ومَن يعملون معه وتتفاوت قيمة العيدية تبعًا للرتبة فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بـ “الدنانير الذهبية”. وآخرون تقدم لهم دنانير من الفضة وإلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة.

وأردف “سعد”، ومنذ عصر أسرة “محمد على” وحتى الآن أصبح شكل “العيديّة” ما نعرفه اليوم حيث يقوم ربّ الأسرة. والأبناء الأكبر سنًا من الأشخاص العاملين أصحاب الدخل بتقديم العيدية للأطفال والزوجة والبنات الأكبر سنًا. وارتبطت باعتبارها مبلغًا نقديًا مع الهدايا الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى