وطنيات

إلياس سركيس: الرئيس الذي واجه أزمات لبنان الأصعب وحافظ على الاقتصاد وسط الحروب

إلياس سركيس، المحامي اللبناني الذي شغل منصب حاكم مصرف لبنان المركزي منذ عام 1967 حتى عام 1976، ثم تولى رئاسة الجمهورية اللبنانية من عام 1976 حتى 1982. تولى سركيس قيادة البلاد في مرحلة حرجة للغاية، حيث كان لبنان يمر بأحد أسوأ الفصول في تاريخه الحديث.

من هو إلياس سركيس:

جاءت ولاية سركيس بعد صراع دموي شهدته البلاد في أواخر عهد الرئيس سليمان فرنجية، وهو صراع أودى بحياة الآلاف من القتلى والجرحى. في بداية حكمه، نجح سركيس في إعادة الاستقرار النسبي إلى البلاد وإقرار الأمن والنظام، لكن لم يمضِ وقت طويل حتى عادت الحرب الأهلية لتشتعل من جديد، وظلت النيران مشتعلة طوال فترة ولايته تقريبًا.

لم تكن فترة رئاسة سركيس سهلة على الإطلاق، فقد جاءت في واحدة من أصعب المراحل التي شهدها لبنان منذ استقلاله عام 1943. عهده تزامن مع تفاقم الحرب الأهلية التي كانت تسيطر فيها الميليشيات المتناحرة على معظم الأراضي اللبنانية. الدولة اللبنانية في تلك الفترة كانت شبه محاصرة، حيث انحصرت سلطة الدولة في منطقة بعبدا ومحيطها، حيث يقع القصر الجمهوري، مما جعل قدرته على فرض السيطرة محدودة للغاية.

في نهاية ولايته، تحديداً في حزيران 1982، تعرض لبنان لأحد أكبر التحديات في تاريخه، وهو الاجتياح الإسرائيلي الذي وصل إلى العاصمة بيروت. دخلت القوات الإسرائيلية إلى بيروت بعد حصار طويل، مما أدى إلى خروج المقاومة الفلسطينية من العاصمة. وعلى الرغم من هذه الكوارث المتتالية التي عاشها لبنان في عهد سركيس، فإن إرثه لم يقتصر على إدارة الصراعات السياسية والعسكرية.

يبقى لإلياس سركيس دور كبير في الحفاظ على الاقتصاد اللبناني، إذ تمكن من حماية قيمة الليرة اللبنانية ومنعها من الانهيار على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية شديدة الصعوبة التي كانت تحيط بالبلاد. يعتبر سركيس من الشخصيات التي استطاعت أن تصمد في وجه التحديات العاصفة، حيث نجح في الحفاظ على استقرار نسبي للعملة الوطنية في وقت كانت البلاد تغرق في الفوضى والحروب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى