غزة تحت القصف المستمر: هل يغير الاتحاد الأوروبي مواقفه لدعم الفلسطينيين؟
الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة تدخل شهرها الثاني عشر بلا أي إشارات لتراجع القصف أو التوصل إلى هدنة سريعة، في ظل دمار شامل وأزمة إنسانية متفاقمة تؤثر على سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة. هذا الواقع الكارثي يدفع الفلسطينيين للنظر عن كثب إلى دور الاتحاد الأوروبي في دعم قضيتهم.
غزة تحت القصف المستمر
في هذا السياق، يوضح المحامي والمحلل السياسي زيد الأيوبي أن الفلسطينيين ينظرون باحترام كبير إلى الاتحاد الأوروبي ودوره في دعمهم. يُظهر الاتحاد الأوروبي تضامنًا ملموسًا مع المدنيين المظلومين في غزة، من خلال مواقفه الواضحة تجاه ما ترتكبه إسرائيل في كل من القطاع والضفة الغربية. لكنه يشير إلى أن هذا الدعم يظل معنويًا وماديًا وإعلاميًا دون أن يصل إلى حد الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. ورغم أن بعض الدول الأوروبية اعترفت بفلسطين، فإن الاتحاد كمنظمة إقليمية لم يتخذ هذه الخطوة بعد.
الأيوبي يؤكد على أن الفلسطينيين يقدّرون مواقف الاتحاد الأوروبي الحالية، ولكنهم يتطلعون إلى خطوات أكثر تقدمًا، تتمثل في اعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، ورفض شرعية الاحتلال الإسرائيلي. كما يأمل الفلسطينيون في إقامة علاقات أقوى مع الدول الأوروبية، تشمل التعاون الدبلوماسي والسياسي والشعبي، بما يعزز من موقفهم في مواجهة إسرائيل.
ويضيف الأيوبي أن تصريحات جوزيب بوريل، ممثل الاتحاد الأوروبي، أزعجت إسرائيل بشكل واضح، ما أدى إلى منع زيارته لإسرائيل في منتصف سبتمبر. هذا الموقف الإسرائيلي يعكس مدى استياء تل أبيب من دور بوريل، ويؤكد أهمية توحيد المواقف الأوروبية تجاه فلسطين.
ويرى الأيوبي أن لدى الاتحاد الأوروبي القدرة على ممارسة ضغط كبير على إسرائيل من خلال مقاطعتها اقتصاديًا وسياسيًا ودبلوماسيًا، والوقوف بصلابة ضد سياساتها وجرائمها. هذه الأدوات الضاغطة يجب أن تُتبنى بشكل أكبر لتشكيل قوة ضغط حقيقية على الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي قد يغير معادلة الصراع ويؤثر في سير الحرب التي لم تتراجع حتى الآن.
المطالبات الفلسطينية باتجاه الاتحاد الأوروبي تسعى إلى ترجمة الدعم الكلامي إلى خطوات عملية تضغط على إسرائيل وتدعم الفلسطينيين في معركتهم من أجل حقوقهم المشروعة. هل سنرى تحركات أوروبية أكثر جرأة في المستقبل؟.