حوارات و تقارير

نتنياهو يتحدى التهدئة ويواصل حربه على غزة رغم الضغوط الدولية

منذ السابع من أكتوبر، تواصل إسرائيل شن عدوانها العسكري على قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، مع وجود أكثر من 10 آلاف مفقود وسط مشاهد دمار واسع وانتشار المجاعة القاتلة.

نتنياهو يتحدى التهدئة

كما أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول محور “فيلادلفيا” ما هي إلا رسالة استباقية موجهة للولايات المتحدة، تعبر عن رفضه الصريح لأي اقتراحات تهدف إلى وقف إطلاق النار. المصدر أوضح أن هذه التصريحات تمثل محاولة لعرقلة كل الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة وإطلاق سراح الأسرى، مؤكداً أن نتنياهو يروج لأكاذيب للتغطية على فشله في إدارة الحرب على غزة.

أشار المصدر أيضاً إلى أن ترويج نتنياهو لتهريب السلاح من مصر ما هو إلا حيلة أخرى للتستر على عجز حكومته في منع تهريب الأسلحة من داخل إسرائيل إلى قطاع غزة. كما فشلت إسرائيل في السيطرة على مافيا تهريب السلاح عبر معبر كرم أبوسالم، مما يثير الشكوك حول مدى كفاءة القيادة الإسرائيلية في التعامل مع هذه الأزمات المتتالية.

المصدر أضاف أن حكومة نتنياهو تسمح بتهريب السلاح من إسرائيل إلى الضفة الغربية وتغض الطرف عن هذه العمليات، بهدف خلق مبررات جديدة لشن عدوانها المستمر على الفلسطينيين. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية فقدت مصداقيتها بشكل كامل داخلياً وخارجياً، ولا تزال تروج الأكاذيب لإخفاء إخفاقاتها.

في هذه الأثناء، تشهد الأطراف كافة استياءً متزايداً من محاولات نتنياهو المتكررة لتعطيل التوصل إلى اتفاق هدنة. وقد أعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن رفضها القاطع لتصريحات نتنياهو التي تسعى لإقحام اسم مصر في هذا الصراع، بهدف تشتيت الانتباه وعرقلة جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأكدت مصر أن مثل هذه التصريحات الإسرائيلية تحمل في طياتها محاولات لتبرير السياسات العدوانية والتحريضية، ما يؤدي إلى المزيد من التصعيد في المنطقة. كما شددت على أنها ستواصل دورها التاريخي في قيادة جهود السلام، سعياً لتحقيق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة كافة.

من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الولايات المتحدة تدرك تماماً أن نتنياهو هو من يقف وراء فشل جهود التهدئة، مشيراً إلى وقاحة نتنياهو في مواجهة الانتقادات الدولية. وأضاف الرقب في تصريح خاص أن الاحتلال الإسرائيلي أصبح أكثر شراهة لسفك الدماء بعد فشل المجتمع الدولي في إدانة حرب الإبادة التي تُشن على غزة، موضحاً أن الحرب بدأت بالانتقال من غزة إلى الضفة الغربية.

وأشار الرقب إلى أن نتنياهو عندما شعر بضعف موقفه، سارع إلى توجيه الاتهامات لمصر، وهو ما ردت عليه وزارة الخارجية المصرية بوضوح، مطالبة بخروج الإسرائيليين من معبر رفح ومحور فيلادلفيا.

وفي هذا السياق، أعرب زعيم حزب العمل الإسرائيلي، يائير جولان، عن استيائه من محاولات نتنياهو الاستمرار في احتلال محوري فيلادلفيا ونتساريم للحفاظ على تحالف الدمار والخراب. وأوضح جولان أن نتنياهو يقود تحالفاً مشؤوماً بين الفساد والقومية المتطرفة، وأن هذه المجموعة المتطرفة على استعداد للتضحية بأرواح الإسرائيليين في سبيل إعادة غوش قطيف في غزة.

وشدد جولان على أن الأيام القادمة ستكون حاسمة، حيث ينطوي إبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى على إمكانيات كبيرة لإنقاذهم وإنقاذ إسرائيل من كارثة وشيكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى