صنهاجة: العملاق الأمازيغي الذي حكم شمال إفريقيا والأندلس
قبائل صنهاجة الأمازيغية، واحدة من أكبر الاتحادات القبائلية في شمال غرب أفريقيا، كانت بداية استقرارها في شمال الصحراء الكبرى. ومع انتشار الإسلام، امتدت إلى بلاد السودان على ضفاف نهري السنغال والنيجر. في القرن التاسع الميلادي، استقرت قبائل صنهاجة في الأطلس المتوسط، جبال الريف، والساحل الأطلسي المغربي. وفي شرق الجزائر، استقرت قبائل كتامة ولعبت دورًا حيويًا في وصول الفاطميين للسلطة، كما حكمت سلالات صنهاجية مثل الزيريون والحماديون إفريقية حتى القرن الثاني عشر.
مملكة صنهاجة والتحالف المرابطي
في القرن التاسع، تشكلت مملكة قبلية من قبيلتي مسوفة ولمتونة في موريتانيا، وسيطرت على طريق التجارة في غربي الصحراء الكبرى، محاربةً ملوك بلاد السودان. رغم انهيار هذه المملكة في القرن العاشر، إلا أن الداعية عبد الله بن ياسين الجازولي وحد القبائل في تحالف المرابطين في منتصف القرن الحادي عشر، الذي سيطر على المغرب الأقصى، جزء من المغرب الأوسط، الأندلس، وإمبراطورية غانا.
التحول والتعريب
مع غزو بني هلال للمغرب العربي في القرن الحادي عشر، استعربت قبائل صنهاجة تدريجياً. سكان منطقة القبائل في الجزائر ينحدرون من قبيلة كتامة الصنهاجية، في حين أن العديد من القبائل المغاربية والصحراوية حافظت على عناصر مهمة من الثقافة والمجتمع الصنهاجي.
معلومات تاريخية
ورد في كتاب “قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان” للقلقشندي تفاصيل حول صنهاجة، حيث يُقال أنهم من بنو صهناجة بن برنس بن بربر، أو من حمير من عرب اليمن حسب بعض المؤرخين كابن حزم والمسعودي. استقروا في الصحراء جنوب المغرب الأقصى، ومنهم لمتونة التي كانت لها ملكية في المغرب الأقصى والأندلس بقيادة عبد الله بن ياسين ومن بعده ابن عمه يوسف بن تاشفين.
رغم زوال ملكهم بظهور الموحدين، بقيت بقايا لمتونة موجودة في صحراء المغرب حتى الآن، مما يعكس قوة وامتداد تأثير هذه القبائل في تاريخ المنطقة.