أسرار العباديين: عمق التاريخ وروابط الدم في قلب الأردن
تعتبر قبيلة العبادي، أو كما تعرف بـ “بنو عباد”، من أعرق وأكبر العشائر في الأردن. حيث يفوق عدد أفرادها المائة ألف نسمة. يتركز وجودهم في قلب الأردن، خاصةً في العاصمة عمان ومحيطها ومحافظة البلقاء، وتشتهر مناطق مثل مرج الحمام، بيادر وادي السير، ماحص، ودير علا بكونها معاقلهم الرئيسية. كما يشار إليهم بالمثل الشعبي “عباد من السيل للسيل”. ما يدل على امتدادهم الواسع من سيل الزرقاء حتى سيل نهر الأردن.
تاريخ قبيلة العبادي
تتألف القبيلة من 32 فخذًا، منها الشبلي في ماحص، والختالين، والمناصير، والزيود، وغيرهم الكثير. ما يعكس تنوعها وغناها الثقافي.
تعود جذور العباديين إلى عمق التاريخ، حيث يذكر الشاعر الجاهلي عدي بن زيد العبادي، أحد أبرز شعراء عصره، والذي يعتبر من نسل تميم ولخم وتنوخ. وتم إثارة فرضيات تربط بين العباديين وسلالة بنو عباد الحاكمة في الأندلس. والتي تعود بدورها إلى قبيلة لخم اليمنية. كما تشير المصادر إلى أن تنوخ كانت تعرف أيضًا بالعباد. مما يعزز احتمالية كون العباديين فرعًا منها.
وفقًا للباحثين مثل Andrew Shryock وFrederick G. Peake، تتكون قبيلة عباد اليوم من عدة عشائر مترابطة، تمتد جذورها عبر العديد من الدول العربية، وتعرف بقوتها وتماسكها رغم التنوع الكبير بين أفرادها.
تنقسم القبيلة إلى فريقين رئيسيين: الجرومية، التي تشمل مناطق من نهر الزرقاء إلى وادي شعيب، والجبورية، التي تغطي مناطق من وادي شعيب إلى وادي الشتاء.
كما تعد العبابيد من العشائر البارزة في تاريخ الأردن، حيث كان لهم دور مؤثر قبل تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، وهم معروفون بسيطرتهم على أراضٍ خصبة وغنية بالمياه. وتعتبر عشيرة بني صخر من أقرب العشائر إليهم، حيث كانت تربطهم علاقات قوية وتحالفات في الماضي.