تاريخ ومزارات

ابن جبير: رحالة الأندلس الذي جاب العالم لتكفير ذنبه

ابن جبير، محمد بن أحمد بن جبير الكناني، وُلد في بلنسية وتلقى تعليمه على يد والده وعلماء عصره. استقر في غرناطة حيث عمل كاتبًا سرًّا لأمير الموحدين، أبو سعيد بن عبد المؤمن. تعرض ابن جبير لموقف محرج عندما أجبره الأمير على شرب الخمر ومنحه دنانير كثيرة، فقرر استخدام هذه الأموال لأداء فريضة الحج تكفيرًا عن ذنبه.

من هو  ابن جبير:

انطلق ابن جبير في رحلة استمرت سنتين، دون خلالها مشاهداته في “تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار”، التي كتبها عام 582هـ/1186م. نشر المؤرخ الإنجليزي ويليام رايت هذا الكتاب ضمن مجموعة تضم رحلات متعددة بعنوان “Early travellers in Palestine”.

بدأت رحلة ابن جبير من غرناطة مع صديقه أحمد بن حسان في 8 شوال 578هـ/1183م، متجهًا إلى جزيرة الطريف ومن ثم إلى سبته، حيث ركب سفينة جنوية إلى الإسكندرية. وصل الإسكندرية في 29 ذي القعدة/26 مارس، بعد رحلة بحرية استغرقت ثلاثين يومًا.

في الإسكندرية، شهد ابن جبير عملية تفتيش السفن وزار الآثار الرومانية والبطلمية ومساجد المدينة. ثم انتقل إلى القاهرة في 8 ذو الحجة/3 أبريل، حيث زار مسجد الحسين ومسجد الشافعي والتقى بشيوخ وعلماء، ووصف قلعة الجبل وسور القاهرة والقناطر التي بناها صلاح الدين.

واصل ابن جبير رحلته إلى الصعيد وزار مدينة قوص، ثم اتجه إلى عيذاب على البحر الأحمر ومنها إلى جدة، حيث وصل مكة وأدى مناسك العمرة. ثم زار المدينة المنورة وتوجه إلى العراق وخراسان وكردستان والشام، موثقًا عادات وتقاليد السكان والتبادل التجاري بين المسلمين والصليبيين.

قام ابن جبير بثلاث رحلات إلى الشرق، واستقر في مصر حيث توفي في الإسكندرية في شعبان 614هـ/1217م. وثّقت رحلته تفاصيل دقيقة عن البلاد الإسلامية والمسيحية، وأصبحت مرجعًا قيمًا للمصطلحات البحرية والعلماء والملوك في أواخر القرن السادس الهجري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى