أبرزها تعدد الزوجات اللانهائي وتقديس الأبقار.. أغرب عادات قبيلة “الدينكا” الإفريقية
أميرة جادو
تعد قبيلة الدينكا أو كما يطلقون على انفسهم Jiang Moin”” أي عمالقة الكون هم ثاني أكبر القبائل العرقية جنوبي السودان، يبلغ عدد أفرادها حوالي مليون شخص، لا زالوا يتمسكون بطريقة العيش البدائية، وكأنما لم يمر عليها الزمن، تتمركز بدءًا من منطقة بحر الغزال الواقعة في وادي بيل مرورًا بمنطقة جونقلي ثم وصولًا إلى المناطق المحيطة بجنوب كردفان في الجنوب السوداني، أما تاريخها فيعود إلى حوالي 3000 قبل الميلاد، أما اللغة الدينكية، فهي عبارة عن خمس لهجات نيلية هي ريك ونجوك وأجار وتويك مايارديت وبور.
المعتقدات الدينية لقبيلة الدينكا
تعتبر قبيلة الدينكا من القبائل شديدة الحفاظ على عاداتها وتقاليدها وممارساتها الدينية، حيث يؤمنون باله واحد يدعى (نيال أو نياليك) ويعتقدون بان روحه تتقمص في الأفراد ليتحدث من خلالهم، كما يعتقدون بأن جدهم الأكبر (دينج ديت) كان يتمتع بخصائص روحية تقترب لمكانة الأنبياء ويشبهون قصص مولده بقصة ميلاد المسيح.
عادات وتقاليد قبيلة الدينكا
ليس لقبيلة الدينكا قيادة مركزية، انطلاقًا من تعدد العشائر والفروع وإنما لكل عشيرة زعيم كبير يطلقون عليه اسم (البنج) ويتولى بمساعدة كبار السن في إدارة شؤون العشيرة ولهم الكلمة الحاسمة في كل النزاعات التي تنشأ بينهم خاصة في مسائل المرعى والزواج، وفي المرتبة الثانية يأتي الشباب الذين يشكلون عصب القبيلة وعامودها الفقري، ثم النساء والأطفال.
تعدد الزواجات اللانهائي
يؤمن أبناء القبيلة بتعدد الزوجات اللانهائي، حيث يمكن ان تجد احدهم متزوجا عشرين امرأة، ما يعني ان الشخص الواحد قد يكون لديه اكثر من 100 ابن، وهو أمر يمثل واحدا من عجائب وغرائب قبيلة الدينكا، وبطبيعة الحال يختلف عدد الزوجات نسبة لاختلاف المكانة فكلما علت مكانة الرجل في المجتمع زاد عدد زوجاته.
تقديس الأبقار
وتتركز حياة الدينكا على الأبقار فالبقرة عندهم مقدسة، حيث تمثل أهم ما في الحياة فهي تعطيهم الحليب والزبدة، ويستخدمون بولها كوقود للنار، ويستعمل الروث في طرد الحشرات الماصة للدماء، كما يستخدم ايضا في تنظيف الأسنان، ولا يقوم شعب الدينكا بذبح الأبقار إلا نادرا وفي حالة موت البقرة، فانهم يقومون بطهي اللحم وتجفيف الباقي وتخزينه؛ ويستخدم الجلد في صناعة المفارش والطبول، أما القرون والعظام فيستخدمونها كديكور ومناظر التجميلية.
المرض وطرد الأرواح الشريرة
إذا مرض أحد أفراد القبيلة, فإنهم يسرعون بالذهاب به إلي أحد الأطباء الشعبيين المعروف عندهم باسم (الكجور) لإيمانهم بالسحر وعالم الأرواح, فإذا مرض أحدهم وشفي فذلك لأن الكجور استطاع أن يخلصه من الأرواح التي حلت به وأخرج منه السحر, وإذا مات فهذا يعني أن الروح التي حلت به شريرة ولا يمكن أن تخرج منه.
معتقدات الموت والميراث
عندما يموت أحد أفراد قبيلة الدينكا سواء كان رجل أو امرأة يغسل بالماء والصابون, ثم يحلق شعره ويلف في ثوب ويتم حمله علي نعش ليدفن داخل المنزل بعد أن يصلي عليه حسب ديانته, ثم يوضع داخل القبر علي جانبه الأيمن، حيث يختلف تصميم وشكل القبر من عشيرة إلى أخرى فقد يكون ذات شكل دائري أو مستطيل يتم غلقه بالخشب ويهال عليه بالتراب.
ومن الغريب لديهم، أنه في حال وفاة أحد الشباب الغير متزوجين فإن أحد أقاربه يتزوج باسمه ليحمل الأبناء اسم المتوفي، أما أن كان متزوجًا، فإن ابنه الكبير يرث ويتزوج جميع زوجات أبيه، حتى إذا ما ولدن أبناء, فإنهم ينسبون إلي أبيه.
وبعد وفاة الأب والأم تؤل ممتلكاتهما للأبن الأكبر، والذي يكون له احلق في التصرف في الميراث، في حين يقتسم أبناء الزوجات الأخريات ماشية أمهاتهم، ويتم تقسيم الميراث بعد انقضاء ثالثة أشهر إذا كان الموروث رجال، وأربعة إذا كانت امرأة.