قبائل و عائلات

جرهم: قبيلة يمنية عاصرت الأنبياء وارتبطت بتاريخ مكة المكرمة

يعود نسب قبيلة جرهم إلى العماليق، تمتاز بتاريخ حافل بالأحداث والأدوار المحورية في التاريخ العربي القديم. عرفت هذه القبيلة بتواصلها مع النبي إسماعيل الذي تزوج من إحدى نسائها، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من النسيج التاريخي لمكة المكرمة.

تاريخ جرهم

وجود القبيلة مر بمرحلتين تاريخيتين، الأولى عرفت بـ”جرهم الأولى”، التي يقال إنها عاصرت قبيلة عاد، بل إن بعض الروايات تشير إلى أن القبيلة كان أحد الرجال الذين كانوا مع النبي نوح في السفينة. وما يميزها أيضاً أن أفرادها تحدثوا اللغة العربية، بينما كان الآخرون يتحدثون السريانية.

أما المرحلة الثانية، والمعروفة بـ”جرهم الثانية“، فتنتسب إلى يقطن أو قحطان بن فالغ بن عابر. وقد هاجرت هذه القبيلة من اليمن إلى مكة. حيث ارتبطت بالنبي إسماعيل من خلال زواجه من رعلة بنت مضاض بن عمرو، سيد جرهم. أنجبت له هذه الزيجة اثني عشر ولداً، وتعلم منهم اللغة العربية التي أصبحت لغة أهل مكة بفضلهم.

وفي هذا السياق قال جمال عبدالجليل أحد أبناء القبيلة، أن عند استقرارهم في مكة، تقاسمت جرهم مع أبناء عمومتها من بني قطوراء السيطرة على المدينة المقدسة. وكان مضاض بن عمرو، سيد جرهم. كما يتولى أمر الكعبة ويحصل على العشر ممن يدخلون مكة، بينما تولى السميدع، سيد قطوراء، نفس الأمر لمن يدخل من الجهة الأخرى. لكن مع الزمن، دب الخلاف بين القبيلتين، واندلع قتال في منطقة تعرف بفاضح، حيث انتصرت بمساعدة بني نابت بن إسماعيل.

واستمر حكمهم لمكة لفترة، إلا أن تصرفاتها لاحقاً أثارت استياء القبائل الأخرى. إذ استحلوا الحرام وظلموا الوافدين إلى مكة وأكلوا الهدايا التي تهدى للكعبة. كما أدى ذلك إلى ضعفهم وتفشي الأمراض بينهم. مما شجع قبائل بني بكر بن عبد مناة بن كنانة وغبشان من خزاعة على التحرك ضدهم. بعد معركة حاسمة، هُزمت جرهم وأجبرت على مغادرة مكة.

قبل رحيلهم، دفن عمرو بن الحارث بن مضاض غزالي الكعبة وحجر الركن في بئر زمزم، ثم غادروا مكة، تاركين وراءهم إرثاً خالداً يحكي قصة قبيلة عاصرت الأنبياء وأسهمت في صياغة تاريخ العرب والإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى