بنو الأحمر: القصة الأخيرة لحكام غرناطة

النصريون، المعروفون أيضًا باسم بني نصر أو بني الأحمر، كانوا آخر السلالات الإسلامية التي حكمت الأندلس من 1232 إلى 1492 م، واتخذوا من غرناطة مقرًا لحكمهم.
من هم بنو الأحمر
أصولهم تعود إلى قبيلة الخزرج القحطانية. وصل أجدادهم إلى منطقة جيان مع سقوط دولة الموحدين. في عام 1232 م، أعلن محمد بن نصر بن الأحمر نفسه سلطانًا في أرجونة، وسيطر على العديد من المناطق في جنوب الأندلس، بما في ذلك غرناطة ومالقة في 1238 م. هو وابنه محمد الثاني عززوا دولتهم بالاعتراف بسيادة مملكة قشتالة عليهم، ولعبوا سياسة التوازن بين القشتاليين والمرينيين.
مملكة غرناطة بلغت أوجها الثقافي، وبنى يوسف الأول ومحمد الخامس قصر الحمراء الرائع. ولكن منذ 1408 م، بدأت المملكة تتعرض لصراعات داخلية على السلطة، مما دفع البعض إلى اللجوء إلى الملوك القشتاليين طلبًا للمساعدة.
محاولات الإنقاذ من قبل مولاي الحسن وأخيه الزغل لم تنجح، وفي مواجهة الضغط من الملكين إيزابيلا وفرديناند، سقطت غرناطة في 1492 م، مختتمة بذلك فترة الحكم الإسلامي في الأندلس.
ابن خلدون يسرد في “تاريخه” تفاصيل دقيقة حول صعود بني الأحمر ومناوراتهم السياسية والعسكرية للحفاظ على حكمهم في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
هذه السلالة العريقة، بحكمها لآخر ممالك الطوائف الإسلامية في الأندلس، تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ الحضارة الإسلامية، لتظل مملكة غرناطة وقصر الحمراء شاهدين على مجدهم وزوالهم.