تاريخ ومزارات

في ذكرى ميلاده.. جمعة الشوان حكاية بطل خدع الموساد وتزوج السندريلا

أميرة جادو

يصادف اليوم ذكرى ميلاد البطل الراحل أحمد الهوان الشهير بـ “جمعة الشوان”، الذي استطاع اختراق وخداع الموساد الإسرائيلي، وتقديم معلومات هامة ساعدت مصر في هزيمة العدو الصهيوني، ختمت بعدها المخابرات المصرية قصة تجنيده برسالة إلى الموساد تضمنت نشكركم على حسن تعاونكم معنا طوال 11 عامًا، الجملة الشهيرة التي لا زالت مترسخة في أذهان وعقول المصريين.

من بحار بسيط لبطل خدع الموساد

“الشوان” الذي تحول من بحار بسيط كان يعشق موسيقى السمسمية وحياة البحر في خليج السويس، إلى أكبر عميل جندته الاستخبارات المصرية في دوائر صنع القرار في إسرائيل، واستطاع خلال مهمته خداع جهاز كشف الكذب وإنشاء علاقات صداقة مع كبار رجالات إسرائيل مثل بيريز ووايزمان واليعازر، ونجح في اعطاء مصر أحدث أجهزة التجسس في العالم.

رحلة الشوان

ولد البطل أحمد الهوان أو “جمعة الشوان”، في 6 أغسطس عام 1939، بمدينة السويس، ونشأ وتربى بها ثم اضطر للهجرة منها هو وعائلته بعد نكسة يونيو 1967، بعد أن فقدت زوجته بصرها نتيجة للقصف الإسرائيلي لمنزلهم بالسويس، وأدى القصف إلى تدمير لنش صغير كان يمتلكه الشوان.

قرر “الشوان”السفر إلى اليونان لمقابلة رجل أعمال ورد اسمه في مسلسل “دموع في عيون وقحة” باسم “باندانيدس” كان مدينا للشوان بحوال 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجودًا في اليونان.
وهناك قابل “الشوان” الريس زكريا، اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق، بالمخابرات العامة وحاول إقناعه بالعودة. وبعدها قرر العودة إلى مصر ثم عرف أن “باندانيدس” قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس بتشغيله على إحدى سفنه الذاهبة إلى بريستون بانجلترا.
جوجو اليهودية

وقع “الشوان” في حب جوجو الفتاة اليهودية التي أغرته للعمل معها، وبعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن أمامه سوى العمل بالشركة التي يملكها والد جوجو، وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري واسمه أبو داود في الحقيقة “شمعون بيريز”، الذي أصبح رئيس لوزراء إسرائيل، ثم رئيسًا في الوقت الحالي، وطلب منه أن يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة.

وعندما غادر “الشوان” للعودة إلى مصر افتتح محل بقالة وأخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه، ولكن الشك دفعه للذهاب إلى مقر المخابرات المصرية وهناك التقى بالضابط “مدحت” والذي عرفه بالريس زكريا وحكى له بكل ما لقاه وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درسًا.
جهاز الإرسال

وبدأ تعاون “الشوان” مع الإسرائيليين، وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم إليه، ولذلك قرروا اعطائه أحدث أجهزة الإرسال في العالم “يرسل الرسالة في 6 ثواني فقط”، وهنا قرر الشوان الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز، وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيدا، مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على أصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت.

وبمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهة من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال.

وحاول الموساد القضاء على “جوجو” التي أحبت “الشوان” بجرعة زائدة من المخدرات ولكنها لم تمت، وهنا قررت الانتقام فساعدت المخابرات المصرية على تأمين “الشوان” بإسرائيل والاتصال به في الوقت المناسب وأتت “جوجو” لمصر وأسلمت وسمت نفسها فاطمة، وقامت المخابرات المصرية بسداد تكاليف عملية زوجة الهوان في مصر على يد طبيب أجنبي متخصص ونجحت العملية يوم العبور الكبير في السادس من أكتوبر عام 1973.
دموع في عيون وقحة

والجدير بالإشارة أن الشعب المصري والعربي عرف قصة الشوان أو “الهوان” من خلال مسلسل “دموع في عيون وقحة”، بطولة الزعيم عادل إمام، وعن المسلسل قال “الهوان”: التقيت عادل امام كثيرًا خلال عام 1978 لألقنه أساليب الموساد. وقبلها جلس معي أكثر من ثلاثين مرة ليقنعني بأن أوافق على أن يقوم هو بالدور.

حقيقة زواجه من السندريلا

وفي السياق ذاته، أكد “الشوان” منذ سنوات إنه تزوج الفنانة سعاد حسنى بعقد عرفي عام 1970 واستمر الزواج لمدة 8 أشهر ثم انفصلا وأضاف: “سعاد حسنى في ذمة الله ولا داعي للحديث عنها، وإنما يجب فقط أن ندعو لها بالمغفرة والرحمة”.
وفي المقابل أكدت “جانجاه” شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسنى، عدم صحة هذا الموضوع وقالت: “سعاد لم تتزوج جمعة الشوان مع احترامي له كبطل ورغم أنني في عام 1970 كنت صغيرة جدًا لكنني أعلم جيدًا الذين تزوجتهم المرحومة سعاد، ولا داعي لمثل هذا الكلام”.

والجدير بالذكر أن في سنواته الأخيرة عاش البطل ظروفا صحية صعبة، حتى تدخل المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع خلال تلك الفترة، وأمر بعلاجه على نفقة القوات المسلحة، ثم وافته المنية عن عمر يناهز 74 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى