عثمان بن عفان: ذو النورين وزوج ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم”

عثمان بن عفان رضي الله عنه جاء إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليلتمس المواساة في وفاة زوجته رقية رضي الله عنها. وفي نفس الوقت، جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم رفض أبي بكر وعثمان زواج ابنته حفصة بعد وفاة زوجها. فبشره النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: “يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة”. وقد تحققت هذه البشرى حيث تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من حفصة، وتزوج عثمان من أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
من هو عثمان بن عفان
أم عياش، خادمة النبي صلى الله عليه وسلم، دعت أم كلثوم للقاء النبي لأخذ رأيها في زواج عثمان. فلما سكتت حياءً، فهم النبي أنها موافقة وقال لعثمان: “أزوجك أم كلثوم أُخت رقية، ولو كنّ عشرًا لزوجتكهن”. بذلك نال عثمان شرف “ذي النورين” لزواجه من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أم كلثوم، التي ولدت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، شهدت ازدهار الإسلام وجاهدت مع أسرتها في سبيل الله. هاجرت إلى المدينة المنورة مع أختها فاطمة بعد أن أرسل النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة لاصطحابهما. شهدت فرحة انتصار المسلمين في بدر، وتزوجت من عثمان بعد وفاة أختها رقية.
في السنة التاسعة من الهجرة، توفيت أم كلثوم دون أن تترك ذرية، ودفنت بجوار أختها رقية في قبر واحد، والنبي صلى الله عليه وسلم يودعها بدموعه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بعد وفاة أم كلثوم: “لو كن عشراً لزوجتهن عثمان”.
هكذا، خلد عثمان بن عفان اسمه في تاريخ الإسلام بزواجه من ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم، محققاً بذلك لقب “ذي النورين”، وشاهدًا على فضل الله عليه وعلى أسرة النبوة.