تاريخ ومزارات

في ذكرى انتصار المسلمين على المغول.. أحداث معركة عين جالوت 3 سبتمبر 1260

أسماء صبحي

اجتاح المغول بقيادة جنكيز خان الدول الإسلامىة قبل معركة عين جالوت، وكان بلاد الشام أول ما واجهوا في طريقهم. فقاموا باكتساحها وتخريبها إلى أن وصلوا إلى دمشق واستولوا عليها في مارس عام 1260. ومات الخاقان الأعظم للمغول منكو خان، وتم استدعاء أولاد وأحفاد جنكيز خان لاختيار الخان الأعظم الجديد.

رجع هولاكو بالفعل إلى بلاده، وترك في بلاد الشام جيشًا قوامه عشرون ألف جندي بقيادة كتبغا نوين النسطوري. الذي استولى على بيت المقدس، وكان يحكم دولة المماليك المنصور نور الدين بن المعز أيبك وهو صبي صغير عمره 15 سنة. فقام السلطان المظفر سيف الدين قطز من المماليك البحرية بخلعه.

خطاب قطز

كان الخوف من التتار مستشريًا في المجتمع الإسلامي، وعمل قطز على رفع الروح المعنوية لدى المسلمين، واستمال منافسيه في الشام. وكان بيبرس البندقداري ممن انضم إليه، وقبل مغادرة هولاكو بلاد الشام أرسل رسالة إرهاب وتخويف لقطز بأنه سيصيبه مصير مماثل هو وبلاده. وعقد سيف الدين قطز اجتماعًا مع وجهاء الدولة وعلمائها.،كان من بينهم العز بن عبدالسلام. وتم الاتفاق على القتال.

خطب قطز في أمراء المماليك، قائلا: “يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبنى”، كما استشار قطز ببيرس البندقداري فأشار عليه بقتل الرسل، والزحف إلى كتبغا، وخرج قطز يسبقه بيبرس الذي واجه طلائع جنود المغول قرب غزة في أغسطس 1260، وانتصر عليهم، واتجه قطز إلى غزة ومنها إلى شمال فلسطين ولاقى كتبغا جيش المسلمين في عين جالوت.

أحداث معركة عين جالوت

في 3 سبتمبر 1260، قام قطز بتقسيم جيشه لمقدمة بقيادة بيبرس، واختبأت بقية الجيش بين التلال وفى الوديان المجاورة في حالة هجوم مضاد. وقام بيبرس بهجوم سريع ثم انسحب متظاهرًا بالانهزام لاستدراج المغول في حين قام قطز بهجوم مضاد كاسح، ومعه الفرسان الكامنون فوق الوادي. وانطلت الحيلة على كتبغا فحمل بكل قواه على مقدمة جيش المسلمين واخترقه وبدأت المقدمة في التراجع إلى داخل الكمين. وخرج قطز ورجاله وحاصروا جيش كتبغا، الذي حمل بعنف على مقدمة جيش المسلمين فاندحرت ميسرة المسلمين.

عندئذ ألقى قطز خوذته على الأرض وصاح “واإسلاماه”، وحمل بنفسه وبمن معه حتى استطاعوا أن يشقوا طريقهم داخل صفوف المغول. ثم لم يمض كثير من الوقت حتى هزِم الجيش المغولى وسقط كتبغا صريعا. وبعد المعركة قام ولاة المغول في الشام بالهرب، فدخل قطز دمشق في 27 رمضان 658 هـ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى