الإمام مالك: حارس السنة وإمام دار الهجرة
هو الإمام مالك بن أنس الأصبحي الحميدي أبو عبد الله، أحد أبرز أئمة أهل السنة الأربعة ومؤسس المذهب المالكي. ينحدر من أسرة يمنية تحولت إلى الحجاز في زمن جده. ولد في المدينة المنورة في نهاية القرن الأول الهجري، وحفظ القرآن والسنة قبل بلوغه العاشرة.
من هو الإمام مالك
بدأ مالك رحلته العلمية في مسجد النبي، حيث كان العلماء يقدمون دروسًا متنوعة. التحق بحلقة “ربيعة الرأي” الذي كان يجتهد في استنباط الأحكام الشرعية. كان مالك يدوّن ما يرويه ربيعة من مسائل صعبة الحفظ ويستفيد من حلقات العلماء الأخرى.
بعد وفاة والده، اضطر مالك إلى إعالة أسرته عن طريق التجارة وبيع الخشب. طالب الحكام بدعم العلماء لتفريغهم للعلم. صادق طالبًا مصريًا، الليث بن سعد، الذي أعجب بعلم وأخلاق مالك، وقدم له دعمًا ماليًا.
استجاب الخلفاء لاحقًا لدعوة مالك، مما مكن العلماء من التفرغ للعلم. أصبح مالك مرجعًا في المدينة المنورة والعالم الإسلامي. كان ورعًا في الفتوى ويحرص على عدم الفتوى بغير علم. لم يغادر المدينة إلا للحج أو العمرة، وكان يعتبرها أفضل مكان للعيش.
أسهم مالك في إثراء الفكر الإسلامي بعمله وتعليمه، وكان له تلاميذ كثر منهم الشافعي والسيدة نفيسة. لم يتورط في الصراعات السياسية، مما أكسبه احترام الجميع. تعرض للضرب بسبب فتوى لم توافق رأي السلطة، لكنه واصل عمله بتفانٍ.
توفي الإمام مالك في المدينة المنورة ودفن في البقيع، تاركًا إرثًا علميًا عظيمًا وذكرى طيبة في قلوب الناس.