وادي الراحة.. عِطر الطبيعة في سيناء
سيناء – محمود الشوربجي
تزخر أودية سيناء بالعديد من الثروات الطبيعية التي حباها الله إياها، ولكل وادي فيه ميزة عن نظيره. وادي الراحة أحد أودية سيناء الذي يخرج من مرتفعات عمق سيناء ويصب في شط السويس.
وفي وادي الراحة أعشاب طبية وطبيعية نادرة تتميز غالبيتها بالأعشاب العطرية. والتي إذا ما هطل المطر شتاء وجاء الصباح اشتمَّ ريحها.. كذلك في حلول الليل أيضًا تنشط رائحة الأعشاب العطرية هناك والتي تبعث على قليل من الراحة والسكينة.
وينشأ «وادي الراحة» .. من مرتفعات جبال الراحة وينتهي في قناة السويس. وعند مصب الوادي يتسع إتساعاً عظيماً حتى يصل اتساع المصب نحو 5 كم أو أكثر. وفي فم الوادي أقيمت بلدة شط السويس المعروفة شهدت معارك عنيفة في وقت احتلال سيناء. ومن فروع وادي الراحة في أعلاه كما ذكرها نعوم شقير في كتابه تاريخ سيناء والعرب:
- وادي العشاري: ومن فروع هذا الوادي: «فُرَيشات الشيح». تقع في طريق المسافر إلى نخل من شط السويس. ويتكون من جبل فريشات الشيح ويسير متعرجاً إلى أن يصب في العشاري. سُمي كذلك لأنه يحتوي على فرش صغير متفرق لنبات الشيح الطبي الذي يستخدم في علاج بعض الأمراض مثل المغص والصداع والبرد. بينما يستخدمونه لطرد الثعابين ، ومن ذلك اسمه .
- «ووادي أبو علاقة» يصب في الراحة على نحو ساعة وثلث من بئر مبعوق، وهو يقع في طريق المسافر إلى نخل من شط السويس تسند معه إلى آخره. ويتفرع من وادي أبو علاقة: «وادي أم إثلة». ينشأ من المنحدر الغربي للجبل الذي تنشأ منه وادي فريشات الشيح. ويصب في أبي علاقة على ربع ساعة قبل مصبه بالراحة، وهو يقع في طريق المسافر إلى نخل من السويس، يأتيه عن يمينه، ويسند معه إلى رأسه فينحدر إلى وادي فريشات الشيح.
خرائب قلعة متينة البناء
- بئر المُرَّة: على ساعتين إلَّا ربع ساعة من شط السويس، احتفرها الحويطات. عمقها نحو قامة ونصف قامة، ولا تزال غير مطوية، وماؤها حريف الطعم، ومن ذلك اسمها.
- وبئر مبعوق: على نحو ساعة وربع ساعة من بئر المرة وثلاث ساعات من الشط، عمقها قامتان ونصف قامة، وهي مطوية بالحجر المنحوت، طواها محافظ سيناء الأسبق. وماؤها حريف الطعم، وعند هذه البئر على جانب الوادي الأيسر خرائب قلعة قديمة متينة البناء مبنية بالمونة والحجر، وهي مربعة الشكل، طول جانبها نحو ٥٠ قدمًا، وعرض حائطها نحو ٦ أقدام.
وفي سياق متصل.. أكد خبير الآثار المصري الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة، خلال حديث صحفي لوكالات، إنه يوجد موقعان في سيناء يحملان اسم «وادي الراحة»، الأول هو الموقع المعروف حاليًا بهذا الاسم قبل الدخول إلى دير سانت كاترين والذي استراحت فيه أسرة نبى الله موسى خلال رحلته الأولى عائدًا من مدين والذي ينحصر في المنطقة بين شرم الشيخ ودهب، أما الموقع الثاني فيوجد بقرية الوادى بطور سيناء حيث استراح فيها بنو إسرائيل حين تركهم نبي الله موسى أربعين يومًا لمناجاة ربه وتلقى ألواح الشريعة فعبدوا العجل الذهبي.
كما حدد المنطقة الثانية الذى يجب أن يطلق عليها وادى الراحة الثاني وهي التي استراح فيها بنو إسرائيل وهي قرية الوادى بطور سيناء (مدينة طور سيناء حاليًا) التي تتوافق مع خط سير رحلة بني إسرائيل بجنوب سيناء عابرين منطقة عيون موسى ومعبد سرابيط الخادم، حيث رأوا معبدًا به تماثيل مصرية قديمة فطلبوا من نبي الله موسى أن يجعل لهم إلهًا مثل هذه التماثيل، ثم سار بنو إسرائيل بالخط الساحلي بمحاذاة ساحل خليج السويس إلى موقع مدينة طور سيناء حاليًا.
