تاريخ ومزارات

حارة برجوان.. ما قصتها وسر تسميتها بهذا الإسم؟

أسماء صبحي 

حارة برجوان، هي حارة قديمة موجودة حتى الآن عند باب الفتوح بقسم الجمالية، تنسب لأبي الفتوح بيرجوان الخادم الأرمينى المخصي الذي تربّى ونشأ فى بلاط الخليفة العزيز بالله الفاطمى حتى توفي تاركا الخلافة لابنه الحاكم بأمر الله، وكان لم يبلغ السابعة بعد.

من هو برجوان؟

اتسم برجوان، بالذكاء الشديد فخطط للسيطرة على مقاليد الحكم فى مصر. فما أن توفي الخليفة حتى هرع برجوان بالعمامة ليلبسها لإبنه الحاكم ذاك الطفل الصغير الذى كان يلهو بجوار الأشجار في قصر أبيه. فبدأ خطته بالسيطرة على الخليفة وعلى مقاليد الأمور في مصر والحجاز والشام والمغرب وباقى أمور المملكة. وبدأ في نقل أوامره إلى القادة والوزراء، على أنها أوامر الخليفة الصغير.

بجانب ذلك، بدأ في وضع رجاله في مفاصل الدولة، للتمكن من كل التفاصيل. ويذكر المؤرخون أنه كان يشتري لنفسه الكثير من المنازل والقصور. وكان يقابل أصحاب المصالح والمظالم في بيته، لا في القصر، فكان الواسطة بين الخليفة والناس.

وترقت أحوال “برجوان” إلى أن بلغ النهاية، فتوقف عن الخدمة، وتشاغل بملذاته، وأقبل على سماع الغناء. فكان المغنّون من الرجال والنساء يحضرون إلى داره، فيكون معهم كأحدهم، ثم يجلس فى داره حتى ينقضي النهار. ويتجمع أهل الدولة على بابه فيخرج راكباً، ويمضي إلى القصر، فيتخذ قرارات دون مشاورة من أحد.

استمر الأمر على ما هو عليه بهذا الشكل سنوات طويلة. إلى تن كبر الطفل الصغير وأصبح مراهقاً يافعاً. فأدرك الحاكم بأمر الله خطر “برجوان” على حكمه، فدبر له مؤامرة لقتله، وقتله في القصر بواسطة أحد الخدم فمات. وقيل إنه حين مات وجد فى داره من الكنوز والملابس والفرش والآلات والكتب والطرائف ما لا يحصى لكثرته.

حارة برجوان

هذه الحارة سكن فيها أمير الجيوش بدرا لدين الجمالي و بها مدفنه. كما سكنها المؤرخ المشهور تقي الدين أحمد بن على المقريزي، وتنتهى حارة برجوان من الناحية الغربية بحارة الشعراني التي نشأ بها الموسيقار محمد عبدالوهاب.

ومن المعروف أن المخرج حسين كمال قد أخرج فيلما باسم “حارة برجوان” عن قصة إسماعيل ولي الدين. وكتب له السيناريو والحوار مصطفى محرم، وقامت ببطولته نبيلة عبيد، يوسف شعبان، حمدى غيث، أحمد عبدالعزيز، وعرض في 1989م.

وهكذا مات أبوالفتوح برجوان فى عام 390 هجرية، بعد أن ترك اسمه على أشهر حارات مصر الفاطمية، ودون أن يترك من سيرته شيئاً. حتى نسى الناس من هو أبوالفتوح بيرجوان، وبقى “برجوان” صاحب الحارة، والفيلم الذى يحمل اسمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى